قال المدير العام لمنظمة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" جوزيه غرازيانو دا سيلفا، في مقال تحليلي حول "الأمن الغذائي في الشرق الأدنى وشمال افريقيا" أن وزراء الزراعة من بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا يجتمعون بمقر المنظمة في العاصمة الإيطالية، في غضون الدورة 32 لمؤتمر المنظمة الإقليمي للشرق الأدنى، لتعزيز التفاهم والحوار والعمل المشترك في مجال الأولويات الإقليمية الحاسمة والأكثر إلحاحاً فيما يخص الأمن الغذائي والزراعة على صعيد الإقليم، في وقت تشهد فيه هذه المنطقة قفزات فيأسعار المواد الغذائية وهو يعرض المنطقة ل"خطر انعدام الأمن الغذائي". وقال مدير عام منظمة "الفاو" في مقاله أن "الإقليم يستورد حالياً أكثر من 50 بالمائة من الحبوب التي تستهلكها بلدانه، ويعتمد على الواردات لتلبية احتياجاته الغذائية". وأضاف أنه من "المرجّح أن فاتورة الاستيراد الغذائي الباهظة التكلفة التي يتعين على الإقليم تسديدها لقاء ذلك ستنمو في المستقبل، ومعها سيتفاقم التعرّض لصدمات أسعار الغذاء. ناهيك عن أن العديد من بلدان الإقليم فقدت ثقتها في السوق الدولية بسبب إجراءات حظر الصادرات التي رافقت قفزات أسعار المواد الغذائية عام 2008". ويستنتج المسؤول الأممي أنه "لذا فإن إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بات المنطقة الوحيدة، باستثناء شبه الجزيرة الكورية، التي ستعجز خلال المستقبل المنظور عن إشباع احتياجاتها الغذائية رغم التكنولوجيا والمعارف المتوافرة فعلياً في عالم اليوم. ويضيف جوزيه غرازيانو دا سيلفا "إذ لا تدل مؤشرات الأمن الغذائي عموماً عن وضعية خطيرة، إلا أن الإقليم يعاني من "عبء مزدوج لسوء التغذية"، بالنظر إلى أن ما يقرب من ربع أطفال الإقليم مصابون بتقزّم النمو بسبب نقص التغذية المزمن، وفي الوقت ذاته فإن ربع سكانه يعانون من السمنة". ولا حظ مدير عام الفاو أن معالجة جميع أشكال سوء التغذية وضمان التنمية الزراعية المستدامة لن يكون أمراً سهلاً بحال، في إقليم تكبّله قيود هيكلية تعترض تنميته الزراعية وأمنه الغذائي. ويستخلص أن إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا "قد يواجه أسوأ أزمات ندرة المياه عبر تاريخه خلال العقود المقبلة، إذ لا يكاد يملك 10 بالمائة من موارد العالم المائية. بل ويتجه نصيب الفرد من توافر المياه على صعيد الإقليم إلى التراجع بنسبة 50 بالمائة بحلول عام 2050 نتيجة للنمو السكاني، والتوسع الحضري السريع، وتغير المناخ.. كذلك يتعرض ما يقرب من 90 بالمائة من أراضي الإقليم للتدهور، حيث لم تعد نسبة كبيرة من الأراضي متاحة للاستخدام الزراعي تحت ضغوط التوسع العمراني، والممارسات غير السليمة في إدارة الأراضي، والتصحر". (مدير عام "الفاو")