قال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة زياد العذاري إن زيارة رئيس الحركة راشد الغنوشي إلى واشنطن شكلت فرصة للتعريف بالتجربة التونسية المتميزة في الانتقال الديمقراطي، من دون أن يستبعد عقد لقاء في وقت لاحق بين الغنوشي والباجي قايد السبسي ورئيس حزب نداء تونس المنافس الأبرز للنهضة. وقال العذاري في تصريح خاص ل'القدس العربي' إن الغنوشي تواصل خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة مع النخب الأميركية الرسمية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني لتقديم فكرة وافية حول التطورات الأخيرة في البلد وخاصة التوافق بين الكتل السياسية حول المصادقة على الدستور وتشكيل حكومة غير متحزبة وهيئة مستقلة للانتخابات القادمة. وأضاف: ‘قام رئيس الحركة بدعوة المسؤولين الأمريكيين والمنظمات الفاعلة في المجتمع المدني لتوفير دعم كبير سياسي واقتصادي للحكومة الحالية بهدف إنجاح التجربة الديمقراطية الوليدة في البلاد، فضلا عن دعوة الحكومة لإلغاء التحذيرات حول سفر الأمريكيين إلى تونس وتشجيع رجال الأعمال في البلاد للاستثمار في تونس′. ونفى العذاري الاتفاق على تقديم دعم خاص من الحكومة الأميركية لحركة النهضة، مشيرا إلى أن زعيم الحركة زار واشنطن بصفته زعيما لقوة سياسية فاعلة في البلاد وبهدف الحصول على الدعم الأميركي ل'الدولة التونسية'. وأضاف ‘لقد تخلينا في وقت سابق عن الحكومة، لكننا سنواصل دعمنا لحكومة مهدي جمعة لأننا نعتبر أن نجاحها هو نجاح لتونس عموما. من جانب آخر، أكد العذاري أن الحركة تسعى خلال هذه الأيام لإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية في وقت تمر فيه البلاد ب'مرحلة دقيقة تتطلب منا جهودا خاصة في ظل الاستحقاقات الوطنية المقبلة. وأضاف ‘نقوم حاليا بتدعيم الديمقراطية داخل الحركة واستمرارها كقوة فاعلة في المشهد السياسي التونسي من خلال إجراء استفتاء داخلي يشارك فيه جميع المنخرطين في الحزب ويهدف لتدعيم المؤسسات الداخلية وتأكيد الوحدة والتنسيق القائم بينها'. وفي ما يتعلق بالتحالفات التي يفترض أن تقوم بها الحركة مع بقية الأطراف السياسية قبل الانتخابات المقبلة، أكد العذاري أن هذا الأمر سابق لأوانه، مشيرا إلى أن الحركة منشغلة الآن بإعادة هيكلة المكاتب المركزية لقياداتها في عدد من المدن التونسية. لكنه لم يستبعد عقد لقاء بين رئيس الحركة وعدد من الشخصيات الوطنية كالباجي قايد السبسي رئيس حزب نداء تونس (المنافس الأبرز للنهضة في الانتخابات القادمة)، من دون أن يؤكد احتمال القيام بتحالف بين القطبين المتنافسين (القدس العربي)