قال الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس العلماني إن حزبه لايريد اقصاء حركة النهضة بل إنه مستعد للحكم معهاإذا فاز حزباهما في الإنتخابات المقبلة المقرر إجراؤها هذا العام. وبعد ثلاث سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي تستعد تونس التي أطلقت شرارة إنتفاضات الربيع العربي لأن تنظم هذا العام ثاني إنتخابات حرة لإكمال الانتقال الديمقراطي الذي يشيد به الغرب على أنه نموذج في المنطقة المضطربة. وهذا العام تخلت حركة النهضة عن الحكم بموجب إتفاق مع المعارضة العلمانية إثر احتجاجات قويةبعد أزمة سياسية استمرت عدة أشهر عقب اغتيال معارضين بارزين العام الماضي. وقال السبسي في مقابلة مع "رويترز" بمكتبه إن نداء تونس حزب واقعي وهو مستعد للتعامل مع النهضة في الحكم إذاأفرزت الانتخابات فوزا نسبيا لحزبه وللنهضة. ومضى زعيم نداء تونس يقول "إذا جرت إنتخابات سنراقب نتائجها. إذا حصلت النهضة على نتيجة مهمة فهذا واقع يجب التعامل معه..نحن ديمقراطيون لا نقصي أحدا..هم حاولوا أن يقصوننا ولكنهم فشلوا". وأضاف السبسي وهو محام ورئيس وزراء سابق "إذا فزنا أيضا وحققنا أغلبيةنسبية وليست مطلقة فنحن مجبرون على التعامل مع نتيجة الانتخابات وإذا كان هناك إسلاميون سنناقش معهم". وحتى الان لم يعلن أي موعد محدد للانتخابات المقبلة ولكن يجري حاليا في المجلس التأسيسي مناقشة القانون الانتخابي على أن تعلن بعد ذلك الهيئة المستقلة للانتخابات تاريخا محددا للاستحقاق الانتخابي. وقال رئيس نداء تونس إن حزبه لديه فرصة قوية للفوز في الانتخابات المقبلة المقرر اجراؤها هذا العام لكنه لن يقصي الاسلاميين عكس ما قام به حكام مصر الجدد. ويرى السبسي أن "نداءتونس يقوده فريق ذكي يتصرف وفقا لمصالح تونس ومصلحة تونس لا تقتضي تصفية الحسابات مع الاسلاميين مثلما حاولوا إقصاءنا سابقا وفشلوا". وقال إنه لا يتوقع أن تقود حكومة إسلامية تونس من جديد بعد ما سماه "فشل الاسلاميين في إدارة الدولة والتساهل مع السلفيين والمتشددين مما ساهم في انتشار الارهاب في البلاد". وتابع حديثه "إسلاميو تونس فرطوا في فرصة ثمينة عندما كانوا في الحكم ولا أتوقع اعادة تشكيل حكومة إسلامية هنا بعد أن فشلوا في إدارة الدولة وتساهلوا مع العنف والتشدد الديني". وكشف إنه من المحتمل أن يترشح للانتخابات الرئاسية مضيفا أن نداء تونس له "حظوظ قوية للفوز في الانتخابات المقبلة".وقال "سنحافظ على دولة مدنية وسندعم تحرر المرأة ونحارب تفشي البطالة ونواصل سياسات الانفتاح الاقتصادي والسياسي على أوروبا أول شريك تجاري لتونس". ويعتبر السبسي ضم الحزب لبعض شخصيات النظام السابق لا يمثل انتكاسة للثورة.ويمضي متحدثا "هذا حكم خاطيء هي ليست إنتكاسة للثورة.. الحزب السابق تم حله من القضاء وبعض المسؤولين حكوموا والبعض الآخر شرفاء...نحن قلنا إن من لم يتورطوا هم تونسيون ولا يجب إقصاؤهم..المتورطون منهم يجب أن يحاسبوا عبر القضاء فقط بشكل فردي وليس بشكل جماعي". ودعا السبسي إلى أن تكون الانتخابات المقبلة إنتخابات بمقاييس عالمية يحضرها مراقبون دوليون. (رويترز)