قال رئيس الحكومة الأسبق والقيادي في حركة النهضة حمادي الجبالي أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية إلا مستقلا. وقال الجبالي في حديث لراديو "موزاييك أف أم" حول استقالته من الأمانة العامة لحركة النهضة أنه لو كان يريد أن يستقيل من الحركة وليس من الأمانة العامة فقط، فإنه لن يراوغ، موضحا أن استقالته هي استقالة من منصب فقط، وأنه وجد مكانه اللائق، خارج الأمانة العامة. وأوضح الجبالي موقفه بأنه كان أمام خيارين، إما الصراعات السياسية، أو أن يفيد البلاد من موقع آخر وليس بالضرورة أن يكون رئيسا. واعتبر أنه أن يسعى إلى يفيد البلاد وأن يساهم مع غيره في ترسيخ التجربة الديمقراطية. وأنه يعمل على ان تسود تونس يوما من الأيام الديمقراطية والحرية، وأن هذا المشروع لم يكتمل وربما مهدد. وأوضح أنه يجب الوصول بالبلاد إلى طريق "لاعودة" في الديمقراطية "خاصة وأن هناك ارهاصات ردة". وفسر الجبالي أنه من موقعه الأساسي الآن خارج الحركة يسعى لترسيخ المسار الديمقراطي، وأن هناك عدة أشكال لإفادة البلاد منها المساهمة في الجهود التنموية وجلب الدعم والتأييد للبلاد من الخارج. وفي إجابته حول سؤال عن أنه يوجد من يريد ازاحته من القيادة في النهضة قال الجبالي أنه "لم يشعر في يوم من الأيام أن الحركة أو أن القيادة تريد أن تزيحه"، مضيفا أنه ليس "هناك حرب مواقع في النهضة" وإنما هناك نقص في "التصعيد القيادي" وان هذا ليس إشكالا مقتصرا على النهضة فقط بل في أغلب الأحزاب السياسية، وأنه من الضروري التشبيب في القيادات. وأضاف حمادي الجبالي أنه ساهم عن قرب في الحوار الوطني، وأن هذا لا يعبر انتصارا لمقترحه في فيفري 2013، وأن هذا المقترح جاء خدمة للبلاد والتجربة الديمقراطية واعتبرالجبالي أنه شعر بخيبة أمل عند رفضه من الحركة وأن التعبير عنه هو الإستقالة من الحكومة. وحول تنامي ظاهرة الإرهاب زمن رئاسته الحكومة قال الجبالي أنه يلوم نفسه على عدم الحسم السريع في مسألة الإرهاب وقال الجبالي أنه كان يرى أن هذه الظاهرة يمكن إدخالها للمنظومة السياسية وألا تقع الدولة في خطأ الحل الأمني، وأن يمنح فرصة التعبير عن رأيهم في شكل حزبي. وحول مبادرة الباجي قايد السبسي التي تدور حول تركيز مجلس للدولة للحكم أجاب الجبالي أن السبسي سعى لقرطاج، والخطأ الكبير الذي وقع فيه هو ظنه أنه يمكنه تغيير كل شيء حتى رئاسة الجمهورية. وأضاف أن هذا خطر كبير يهدد المسار الانتقالي ويستهدف بالأساس المجلس التأسيسي. واعتبر القيادي في الحركة انه لا يجب تسخير وسائل الدولة للحملات الانتخابية، وأن بقاء أي مترشح للرئاسة في المواقع الحكومية يخل من مبدأ التساوي والتكافؤ في الفرص. وفي رده حول تسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا قال الجبالي أن تسليمه لم يكن في شكل صفقة، وأن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي عارض تسليمه، إلا أن تسليمه من عدمه كان قرارا حكوميا وحق دستوريا للحكومة.