اعتبر علي العريض القيادي في حركة النهضة ورئيس الحكومة السابق أنّ ثورات الربيع العربي تحرّرية وتحوّلا تاريخيا وأنّ العوائق التي تعترضها لا يمكنها تغيير مجرى التاريخ وقال في ندوة حول الربيع العربي وآفاقه نظمها منتدى الشرق بجينيف يومي 27 و28 مارس الماضي ان هذه الثورات كسرت حاجز الخوف لدى الشعوب ولم يعد من السهل قيام أو استمرار سلطة مستبدّة..وتجسّم بذلك مقولة أبي القاسم الشابي. كما بيّن أنّ الدول التي حصلت فيها الثورات العربية "تعاني من الاستبداد وانتهاك الحريات، وغياب أو ضعف الحراك السياسي والفقر والبطالة والتفاوت الجهوي وضعف أنظمة التعليم والصحة وتقودها أنظمة أو عائلات تعتبر نفسها خلقت للحكم الدائم وباسم الشعب والجمهورية وأنّ الحكم ملك خاص ستورّثه لأبنائها". كما أشار ، وفق ما ورد في صفحته الخاصة على "الفايسبوك" إلى أنّ "الثورات العربية اصطدمت بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية وبضعف القوى السياسية وبطء قدرتها على "التحرّر من نفسها" وما نشأت عليه من "انغلاق ايديولوجي أو حزبي وبطء المراجعات لديها كما اصطدمت بالنظام القديم الساعي للمحافظة على امتيازاته واستعادة مواقعه واصطدمت بتردّد قوى دولية في دعم التحولات الديمقراطية وسعي البعض لإفشال هذه الثورات". واعتبر علي العريض أنّ هذه الثورات هي "تحوّل تاريخي بعد بلوغ التراكمات السابقة مداها ولذلك فليس من الحكمة التسرّع بمقولة الفشل أو النجاح، مضيفا : " الثورات والانتفاضات هنا ليست هي المنتهى ولا هي المستقبل وإنّما هي بداية بناء هذا المستقبل وفي بعض البلدان بداية البحث عنه والطريق إليه.. كما إنّ الثورات هنا هي إزالة العقبات الكبرى التي منعت الشعوب العربية ونخبها من تحديد المستقبل وتوفير مستلزمات بنائه والتوغل فيه..والأمر لا يتعلّق فقط بالتخلّص من الاستبداد وبإجراء إصلاحات اقتصادية لذلك فإنّ عملية إسقاط الأنظمة أو إكراهها على بدء الإصلاحات يبدو أسرع ممّا سيحتاجه بناء النظام الجديد في كل دولة وبناء العلاقات بين أنظمة ومجتمعات المنطقة". كما بيّن أنّ الثورات التي جدت في دول الربيع العربي "كسرت حاجز الخوف فلم تعد الشعوب تخشى قادتها ولا تقبل بسهولة قيادة أيّ تيّار أو حزب إلاّ بقدر التزامه بالحرّية والحكم الرشيد والتنمية ولم يعد من السهل قيام سلطة مستبدّة لشخص أو عائلة أو طغمة واستتباب الأمر لهاومن المؤكّد أنّ نجاح هذه الثورات واختزالها للزمن مرتبط كثيرا بقوة التصميم لدى نخبها وشبابها وبمدى المثابرة والصبر أيْ عدم التعجّل لديها".