أثار عرض صورة ضخمة لصدام حسين في واجهة مطعم للمأكولات اللبنانية في حي هارو الواقع شمال غرب العاصمة البريطانية لندن، ردات فعل غاضبة في الحي. وتناقلت الصحف الشعبية البريطانية في اليومين الأخيرين حكاية الصورة التي أغضبت كثيرين في الحي الذي يتميز بتعددية وخلفيات ساكنيه، ويخشى بعض هؤلاء أن بقاء صورة صدام يمكن أن يبرر أفعالاً إجرامية، كما أنها تثير قضية منح التراخيص للمحرضين على المشاكل والمتاعب في المجتمع. وتقول صحيفة "ديلي ميل" إن عيّاد الحمدان، مالك المطعم المسمى "هذا هو"- This is it" رفض إزالة صورة صدّام حسين، على الرغم من مطالبة البلدية والشرطة له بإزالتها، بحجة أنها تمثل احتجاجاً سياسياً ضد الحكومة الحالية في الكويت. وأضافت أن زبائن وسكاناً محليين طالبوا بمقاطعة مطعم "هذا هو" بسبب صورة صدّام حسين، والذي أُعدم شنقاً عام 2006 بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، أدانته بها محكمة عراقية بعد الإطاحة بنظامه من قبل قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2003. ويقول الحمدان (43 عاماً)، في تحديه لإزالة الصورة إن "العديد من الجنود البريطانيين فقدوا حياتهم أو أُصيبوا بالجنون حين طردوا صدّام من الكويت، والآن نحن في الكويت بحاجة إلى مساعدة مرة أخرى". وأضاف أن البريطانيين والأمريكيين اعتبروا أن صدّام كان ديكتاتوراً وقاموا بإزاحته من السلطة لإعطاء الحرية للشعب العراقي، ونحن في الكويت نموت ببطء ولا أحد يهتم بنا لأن الحكومة البريطانية تقيم علاقات جيّدة مع حكومتها. وقامت سوزان هول، رئيسة مجلس بلدية هارو، ذهبت مع ضابط تنفيذ إلى المطعم وطلبت من الحمدان إزالة صورة صدّام بعد تلقي البلدية شكاوى من سكان محليين، لكنها أكدت بأن القضية "ليست من اختصاص البلدية". وقالت هول ان عياد كان مؤدبًا خلال النقاش معه، ولكنه في ذات الوقت بدا متحديًا وعنيدًا في رفض ازالة الصورة، وعلى أية حال فهو يتمتع بحرية عرض الصورة. وتنظر البلدية الآن في الخيارات المتاحة بما في ذلك احتمال أن تكون الصورة تشكل خرقاً محتملاً للسلام. وقال احد المقيمين في هارو "نحن نعيش في مجتمع لا يمكن لسائق سيارة أجرة أن يرفع علم سانت جورج على سيارته أو لا يمكن للناس عرضها في المكاتب، فكيف بهذا الرجل يلصق صورة ديكتاتور مثل صدام حسين على واجهة مطعمه "إنه مجنون تمامًا". وأضاف مقيم آخر "أنا لن أذهب إلى هناك مرة أخرى ما دامت لديهم الآن صورة كبيرة لصدام حسين، وهو يبتسم في نافذة المطعم، إنه عمل مخل ومجنون، فكيف يجرؤ صاحب المطعم على ذلك؟. ويدرس مجلس بلدية هارو حاليًا بعض الخيارات المتاحة بشأن الصورة، وما إذا كانت تعتبر خرقاً لهدوء وسلامة الجمهور. وتختم رئيسة مجلس البلدية بالقول "محتمل أن يكون رفع صورة صدام جزءًا من حرية التعبير، لكن أقارب الجنود الذين قتلوا أو جرحوا في العراق قد لا يرونها من هذا المنظور". (إيلاف)