خصصت الجلسة العامة للمجلس الوطني التأسيسي المنعقدة اليوم الإثنين والمخصصة للمصادقة على مشروع قانون هيئة مراقبة دستورية القوانين لمناقشة الأحكام الصادرة في قضية شهداء وجرحى الثورة عن المحكمة العسكرية مساء السبت الماضي. وفي مداخلة له قال محمود البارودي النائب عن التحالف الديمقراطي "إن الأحكام التي صدرت عن القضاء العسكري والتي جاءت لتبرأ رموز منظومة القمع وآلة الموت التي حصدت وزهقت أرواح شهدائنا الأبرار، تشكّل وصمة عار على الثورة التونسية وارتداد خطير على كل المسار الثوري والإنتقال الديمقراطية الذي نحن بصدده". وبيّن أنّ "هاته الأحكام قد فرّطت في دماء شهداء ثورتنا المجيدة وجرحاها، والذين تمّ إهمال أهاليهم وخاصة أمهاتهم وتركهم لحال سبيلهم يواجهون الألم والحزن ومصاعب الحياة بعد فقدان فلذات أكبادهم". وأضاف : " إنّي أحمّل مكونات الترويكا التي حكمت طيلة سنتين وأكثر ، مسؤولية هاته المهزلة وهذا الإستهتار بدماء الشهداء والجرحى، وأحمّلهم مسؤولية رجوع منظومة الإستبداد والفساد وإفلاتهم من العقاب، لأنّهم تجاهلوا عمدًا تحقيق وتكريس العدالة الإنتقالية مع ما تعنيه من محاسبة ومصارحة وتفكيك منظومة الديكتاتورية المتغلغلة في مفاصل الدولة ومؤسساتها ومنها القضاء العسكري بشهادة العديد من القضاة ومنهم كلثوم كنو وأحمد الرحموني...و أحمّل المسؤولية خاصة لرئيس الجمهورية بإعتبار قيادته للقوات المسلحة وما تفرّع عنها ورفضه إصلاح المنظومة القضائية العسكرية...فرئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي قال بعد علمه بالأحكام الصادرة عن محكمة الإستئناف العسكرية في قضية شهداء و جرحى الثورة أنه مصدوم من إصدار القضاء العسكري لأحكام مخففة على المتهمين الرئيسيين بقتل من سقط فداء لثورة هذا الشعب من شهداء ومن جرحوا وشوّهوا وأصيبوا بعاهات دائمة, ما بين 17 ديسمبر 2010 و 14 جانفي 2014" ووجه النائب البارودي رسالة للمرزوقي مفادها : "أنا هنا كنائب عن الشعب، مؤسّس لدستوره، مستأمن على الوفاء لدماء وأرواح شهداء ثورة الحرية والكرامة، أريد أن أوجه للسيد ,الحقوقي المستميت دفاعا عن حقوق الإنسان سابقا، رئيس الدولة المؤقت حاليّا : "أين حمرة الخجل، سيدي الرئيس المؤقت ؟؟ حريّ بك أن تخجل من شغْلك لمنصب كان يفترض أن يكون رمزا لوحدة البلاد بعد الثورة و ضمانا للقصاص من قتلة الشهداء، و لكنك رضيت به منصبا بلا صلاحيات، و بلا وزن، عدى جلب الأزمات الديبلوماسية للبلاد ؟...ألا تخجل وأنت من في جرابه صلاحية وحيدة : القيادة العامة للجيش بكل مؤسساته, بما في ذلك القضاء العسكري و تدّعي مع ذلك التباكي على أحكام هذا القضاء الذي أهدر حق الشهداء في القصاص ممّن أزهق أرواحهم الطاهرة و كتم أنفاس أحلامهم و مزّق قلوب أهاليهم؟...ألا تخجل من ضحكك, طيلة ثلاث سنوات, على ذقون شعب بأكمله لم ير من خصالك الثورية سوى ذلك "البينْس pinseاليتيم " المثبّت بعناية على ياقة قميصك ؟...ألا تخجل من محاولتك التفصّي من مسؤولية التحقيق و التدقيق في حقيقة من اغتال شبابنا و كهولنا، و أنت الآمر على أجهزة أمنية حساسة كفيلة بكشْف كل الأدلة و الحقائق، و مع ذلك أخفقتْ؟...ألا تخجل من صمتك العاجز المتواطئ مع حكومتيْ "الترويْكا" اللتان دفنتا "ملف العدالة الإنتقالية" و أرسلتْ "ملف المحاسبة" إلى القبْر، مثلما أرسلتْ رصاصات قنّاصة الغدْر خيرة شبابنا إلى قبورهم ؟ ألا تخجل من إهتمامك بشتْم معارضي حكومة النهضة و شريكيْها, و توعّدك المعارضين بالمشانق,,عوض الإهتمام بشؤون بلادك و هموم مواطنيها ؟...ألا تخجل من دموع اليتامى و الثكالى و المرمّلات؟... ألا تخجل من آهات الجرحى و عذاباتهم, و قد خنْت ما اتمنوك عليْه ؟...ألا تخجل أيها الرئيس المؤقت من فشلك الذريعْ في النهوض بصلاحيّتك اليتيمة ؟ ... إن كنت تخجلْ,,إن كنت حقا مصدوما من الفضيحة القضائية، وتخجلْ... فخذْ "صلاحيّتك"، و خذ "برنوسك" الشهير في يدك...و ارحلْ !!