كشفت تقارير استخباراتية، أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، قام بتجنيد عناصر من جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد في نيجيريا، والمعروفة باسم "بوكو حرام"، وذلك في إطار حربه التي يخوضها في شمال مالي على الحدود الجزائرية، ومساعيه للسيطرة على منطقة الساحل. وأصيب تنظيم القاعدة، بخيبة أمل كبيرة، بعد محاولات فاشلة لتجنيد الشباب في شمال مالي، ما جعله يغير هدفه هذه المرة، ويركز الانتباه على عناصر من الجماعة الإرهابية "بوكو حرام"، وذلك على خلفية حصوله على الدعم من قبل طائفة منهم، ومنذ اندلاع الحرب في شمال مالي، قررت عناصر عديدة من هذه الجماعة القتال جنبا إلى جنب مع هذا التنظيم على مستوى قواعده الكثيرة المنتشرة في المثلث الحدودي بين شمال مالي، الجزائر وموريتانيا، حسب ما نشره موقع إعلامي مالي. وتبقى منطقة الساحل، الهدف الرئيسي للقاعدة، في محاولتها للسيطرة على هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة، والتي تشترك فيها دول عديدة، ولهذا تسعى لتنظيم صفوفها بشكل محكم، حيث تضمن نجاح عملياتها الإرهابية في مقدمتها اختطاف الرهائن، للحصول على الفدية التي تمكنها من تمويل نفسها بالأسلحة، وسعت إلى تجنيد المزيد من العناصر، وهنا برزت جماعة "بوكو حرام" كقوة مسيطرة يمكن الاستفادة منها. واستنادا إلى التقارير ذاتها، فإن تنظيم القاعدة قام بتعزيز صفوفه من خلال تجنيد "عناصر سود"، وسكان البلدات والقرى الصغيرة، حيث قام زعماؤه بإيفاد مبعوثين إلى الجماعة النيجيرية، لإقناعهم بالانضمام للقتال إلى جانبه، وفي الغالب، فإن العناصر التي انضمت من نيجيريا، قامت بزيارة "أغاديز" في النيجر قبل أن تستقر في شمال مالي على الحدود مع الجزائر، وتحديدا في كيدال وغاو. واعترفت جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، بانضمام عناصر منها للقتال إلى جانب تنظيم القاعدة، مؤكدة أنها لا تعلم ما إذا كانوا قد تلقوا مكافآت مغرية، أو ذهبوا للجهاد في سبيل الله، مثلما يدّعون، خصوصا وأن بعضهم، كانوا مقتنعين بوجود كنائس مسيحية في شمال مالي، ولهذا لابد من الذهاب هناك لنشر "الإسلام"، لأن نيجيريا أصبحت الآن أكثر دراية بالدين، ويبقى الأكيد، أن التنظيم سعى إلى تجنيدهم بعدما فقد العديد من عناصره في اشتباك مع الجيش الفرنسي والموريتاني، مما جعله يسابق الزمن لتعزيز قواته، خصوصا بعد عودة الطوارق من الأزواد من ليبيا إلى شمال مالي، والذين وعدوا فرنسا بمساعدتها على القضاء على الإرهاب في مالي، وتحرير الرهائن الفرنسيين (البلاد الجزائرية)