قال الوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالامن رضا صفر ان تهديد الارهاب سيستمر لسنوات طويلة وهو ما يستوجب اقرار مخططات استراتيجية لمكافحته لا تقتصر على المرحلة الانتقالية الراهنة بل تتواصل على المدى البعيد ولا تشمل الجانب الامني فحسب بل تتناول جميع الابعاد السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية . واكد صفر لدى افتتاحه اليوم الجمعة ندوة دولية بالضاحية الشمالية للعاصمة حول موضوع تونس بين تحديات الارهاب الجيواستراتيجية ومتطلبات المصلحة الوطنية ان المقاربة التونسية تعتمد على مكافحة الارهاب بكل اشكاله فكريا وعمليا لا سيما على مستوى تامين الحدود. وبين ان ظاهرة الارهاب اصبحت تهدد جميع الدول من بينها تونس والدول المجاورة لها وهو ما يستدعى ارساء مقاربة شاملة ترتكز على تحليل الظاهرة ومكافحتها على المستوى الاقليمي فضلا عن دعم التعاون الدولي في هذا المجال من اجل ايجاد اليات جديدة تتلاءم مع تطورات الظاهرة. وبخصوص الوضع في ليبيا افاد رضا صفر بان الحكومة اقرت خطة للتوقي من التهديدات التي يمكن ان تأثر على الوضع فى تونس تقوم على تامين الحدود التونسية الليبية مذكرا بموقف تونس المبدئي والرافض لاي تدخل اجنبي في الشان الليبي. واعتبر ان قرار رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة القاضي باحداث قطب مختص في الارهاب والجريمة المنظمة من شانه ان يعاضد المجهودات الامنية في مكافحة هذه الظاهرة ويعزز التعاون بين جميع الهياكل في هذا الاتجاه. من جهته لاحظ رئيس المركز التونسي لدراسات الامن الشامل نصر بن سلطانة ان التعاون في مجال مكافحة الارهاب في بداياته لم يكن في المستوى المطلوب وفق تقديره مما ادى الى دعم العناصر الارهابية وايجاد ارضية منظمة للتحرك والنشاط بحرية. واكد ان تونس بما تشهده من احداث وما تعيشه من تحديات داخلية وخارجية اصبحت في امس الحاجة الى ان يكون لها تصور واضح لامنها الشامل الحالي والمستقبلي وفقا لسياسة تاخد بعين الاعتبار مختلف الجوانب النظرية والتشريعية والهيكلية داعيا جميع الاطراف الى تحمل مسؤوليتها في حماية البلاد من العناصر المتطرفة والجماعات الارهابية من اجل ضمان مستقبل افضل للبلاد تتوفر فيه مقومات الامن والاستقرار والتنمية والديمقراطية. وتهدف هذه الندوة الدولية التي ينظمها المركز التونسي لدراسات الامن الشامل يومي 23 و24 ماي الجاري بمشاركة خبراء من تونس وعدد من البلدان الشقيقة والصديقة الى وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب خاصة فى تونس سيتم الاعلان عنها في ندوة صحفية خلال الاسبوع القادم. ويتضمن برنامج الندوة التي حضرها عدد من قياديي الاحزاب السياسية والسفراء بالبلدان الشقيقة والصديقة مداخلات حول تطور مفاهيم ومظاهر الارهاب في افريقيا والعالم العربي والتحديات الوطنية والاقليمية لهذه الظاهرة واليات مكافحتها فضلا عن موقف الشريعة الاسلامية منها. تجدر الاشارة الى ان المركز التونسي الاستراتيجي لدراسات الامن الشامل تأسس في ديسمبر 2013 ويعمل على ترسيخ ثقافة الامن الشامل والعمل المشترك بين مختلف الاطراف الرسمية وغير الرسمية الى جانب اعداد الدراسات الامنية والعسكرية والاقتصادية والعقائدية حول التنظيمات الارهابية.