لا أدري ان كان ما سمى نفسه مرصد المواطن للاعلام فعلا مرصد المواطن ام انه مرصد للمتطرفين الذين ينبرون كل مرة للتهجم عن كل نشرية اعلامية تتناول بالإخبار معلومات تتعلق بأطراف مورّطة في الإرهاب أو متهمة فيه. شدّنا هذا التساؤل بعد ان لاحظنا ان المسؤولين عن هذا المرصد الغريب يتولون في كل مرة تنشر أخبار من هذه الفصيلة الى اتهام ناشريها بأنهم يفتقدون للمهنية... كان ذلك منذ أسبوعين تقريبا عندما ذكرنا أنه يتم التحقيق مع رئيس جمعية خيرية وكاتبها العام وأمين مالها وعدد من موظفيها بتهمة تتعلق بتمويلات ذات صلة بالإرهاب ودون صبر ولا انتظار هاجمنا ذات المرصد واتهمنا بأننا لم نذكر المصدر وكأنه يشكك في المعلومة غير أن الرد كان سريعا وبعد أقل من ساعة من نشرنا الخبر اذ صدرت أولى بطاقات الإيداع ضد رئيس الجمعية الخيرية ثم عدد آخر من أعضائها ، ونشرنا المعلومة وأشرنا ضمنها أن المرصد أخذته الحميّة وكأنه معني بهذه الجمعية وأردنا من ذلك ان يتفطن الى انه اذا ما اراد ان ينصب نفسه مرصدا فعليه أن يكون موضوعيا او لا يكون ... فصمت من علّق على الخبر لمدة طويلة وكأنه خجل من فعلته غير أنه عاد اليوم ليتهم جريدة الشروق تحت عنوان" - تأجيل البت في قضية المدون المتهم بالتخطيط لتفجير اذاعة خاصة"- هو عنوان خبر ورد في موقع الشروق في تجاوز واضح لمبدأ "المتهم بريء الا ان تثبت ادانته"...ولا ندري هل أن الصحيفة خالفت هذا المبدأ ام لا ؟ فانطلاقا مما أورده المرصد فإنها تحدثت عن مدون متهم وبالتالي فهو متهم وليس مدان فأين هو الإشكال يا أيها المرصد. ذات المرصد أورد اليوم وكأن رصده لا يتعلق إلا بالإرهاب اتهمت جريدة البيان بالتحييز الممنهج اضافة الى التخويف وورد في المرصد ما يلي: "ليبيا تستنسخ صومالا جديدا ...وتونس ستواجه تدفق السلاح .... "عنوان خبر ورد بالصفحة الثالثة من جريدة البيان بتاريخ الاثنين 26 ماي 2014 . طغى على هذا الخبر عدم احترام التوازن والتحييز الممنهج في علاج المعلومات بالإضافة إلى التخويف ويظهر ذلك من خلال ‘ ستنتعش الخلايا الارهابية النائمة في تونس ومن المحتمل ان يتم تزويدها بالسلاح المهرب " وهو ما يطرح تساؤلا ثانيا حول الحميّة التي دفعت ذات المرصد الى الدفاع عن الخلايا النائمة خوفا من أن يقض مضجعها مقال صدر بجريدة البيان وهو تأكيد شبه واضح الى أن اتهام الخلايا النائمة بالإنتعاش هو اتهام يضر بمصداقية الإعلام وبموضوعية الخبر وكأننا بهم مدافعون عن هؤلاء من أولائك ذات المرصد وفي نفس التوجه يعود اليوم للدفاع عن المصداقية والحرفية من خلال اتهام جريدة المصور بما يلي: "خلية ارهابية خططت لضرب مناطق صناعية و سياحية ، و لاغتيال قيادات استخباراتية تونسية و 4 ليبيين من أنصار القذافي" كان هذا عنوانا لمقال صدر بجريدة المصور في عددها ليوم 26 ماي 2014. و عند التوغل في المقال يتسنى لنا تخويف واضح للقراء و ذلك من خلال استعمال عدة عبارات على سبيل المثال" عمليات اغتيال، رشاشات و متفجرات". زد على ذلك اعتماد عناوين خيالية لشد القارئ وتخويفه. فهل ما صرّح به رئيس الحكومة ووزير الداخلية والناطق الرسمي باسم الداخلية ثم ما صرح به منذ حين الناطق الرسمي باسم المحكمة الإبتدائية بتونس يدخل في اطار التخويف وصنع معلومات خيالية أم ترى المرصد يرفض ان تنشر مثل هذه الاخبار التي تسيء الى سمعة الإرهابيين. ومن يتصفح صفحات هذا المرصد الغريب الذي نصّب نفسه للرصد وقام مقام الاستاذ عندما يردد في كل مرة عبارة "عيّنة من الاخطاء المرصودة " ولا ندري باي معيار يعتمد في رصده للاخطاء تجده يضع كل ما يكتب عن الارهاب في مرتبة اولى في الرصد بيليه تهم فضفاضة على غرار تقديس الشخصيات من ذلك ما صنّفه في هذا المضمار واضاف له تهمة التحيّز الممنهج لل"الصباح نيوز" من خلال ما يلي: ""لجنته بيدها الحل والربط.. هل يكون العميد القروي الشابي مهندس تفكيك الالغام الذي سيحول دون تفجير نداء تونس من الداخل" هو عنوان مقال ورد في موقع الصباح نيوز وفيه تقديس للشخصيات، وقد انبنى هذا المقال على عدم احترام التوازن والتحيز الممنهج في علاج المعلومة". ولا ندري من اين جاء بهذا التحيّز الممنهج وعدم احترام التوازن في علاج المعلومة...هل لأن هذه اللجنة يمكن ان تجد مخرجا للوضعية الحرجة التي عليها حزب نداء تونس بما يعجّل بترميم البيت من الداخل وهو ما لا يعجب المرصد الذي يريد لنداء تونس أن ينهار كما لا ندري أين هو تقديس الشخصيات والحال أننا نتحدّث عن شخص هو من مؤسسي الحزب الذي يحظى بإحترام الجميع لا داخل الحزب فقط بل خارجه بما انه كان عميدا للمحامين وهو المكلّف برئاسة تلك اللجنة وبالتالي وكما جرت العادة منذ الثورة عندما كنا نتحدّث عن لجنة بن عاشور وهيئة الجندوبي فما الضرر وأين التقديس عندما نتحدّث عن لجنة الشابّي. نورد هذه الامثلة الحيّة لنؤكّد اولا للمرصد انه بعيد عن الرصد الموضوعي بل هو ترصّد لكل من يكشف الحقائق أو يتحدّث بموضوعية لا ترضيهم والدليل أن هناك العديد من الأمثلة الحية المتعلقة بصحف ومواقع تنتمي لجهات سياسية معينة يغضّ المرصد عنها الطرف ولا يختار غير ما يريد ان يختار من اخبار تتعلق أساسا بما لا يرضي تيّارات سياسيّة معينّة دون غيرها. قد نجد لمسؤولي المرصد عذرا ان كانوا يعوّلون على بعض الشباب المبتدئ في القيام بعمليات الرصد نظرا لمشاغلهم ومشاربهم المتعددة والمتنوعة غير ان ذلك يؤكد انهم يجانبون الصواب في رصدهم وأنهم بعيدون كل البعد عن الموضوعية وان تسمية انفسهم بمرصد المواطن للإعلام لا تنطبق عليهم فالمواطن منهم براء الا ذلك المتهم الذي ينتظر ان تثبت براءته أو إدانته والفاهم يفهم.