تحول فريق من الهيئة المديرة للمرصد التونسي للأمن الجمهوري والمواطنة يوم الجمعة 30 ماي 2014 إلى مدينة القصرين أين التقوا بممثلين عن مختلف الوحدات الأمنية العاملة بالمدينة من إطارات وأعوان بالإضافة إلى التنقل إلى مسرح العملية الإرهابية للمعاينة والإستماع إلى شهادات موثوقة. ويأتي ذلك في إطار سعي المرصد التونسي للأمن الجمهوري والمواطنة الوقوف على حقيقة الأوضاع الأمنية بمدينة القصرين وخاصة ملابسات العملية الإرهابية التي استهدفت أعوان الأمن المكلفين بحماية مقر إقامة عائلة وزير الداخلية بالقصرين والتي شهدت استشهاد أربعة من رجال الأمن، وبعيدا عن كل التأويلات والتشنجات والأحكام المسبقة والغير الموضوعية، وفق ما جاء في بيان صادر عن المرصد تلقت "الصباح نيوز" نسخة منه. وفي هذا السياق، أعرب المرصد التونسي للأمن الجمهوري والمواطنة عن قلقه الشديد لهول ما وقف عليه من حقائق مفزعة سواء على مستوى الأمن العام بالمدينة أو الطرق المتبعة في التعامل مع ملف الإرهاب أو ما هو متعلق بالعملية الإرهابية الأخيرة واضاف المرصد في تقريره قائلا انه سيكتفي بالقول بأن الوضع كارثي مقارنة بحجم التهديدات وهنالك سلبيات كبيرة في التعاطي مع ملف الإرهاب بالإضافة إلى مغالطة الرأي العام والتسويق إلى صورة مخالفة تماما للواقع. ومن منطلق "المسؤولية والمصلحة الوطنية"، حسب نص البيان، ارتأى المرصد التونسي للأمن الجمهوري والمواطنة الإكتفاء بتسليم كل ما بحوزته من معلومات إلى سلطة الإشراف على أن تتخذ الإجراءات العاجلة والكفيلة بالقضاء على الإرهاب بعيد عن كل الحسابات السياسية والمصالح الحزبية. وأشار المرصد إلى أنه في صورة عدم التعامل بالجدية المطلوبة مع ما توصل إليه من حقائق تبقى جميع الفرضيات واردة أماهم لإتخاذ القرارات المناسبة للدفاع عن وطننا . فلا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها. رئيس المرصد يتحدّث ولمزيد الاستفسار حول الموضوع اتصلت "الصباح نيوز" بفيصل الزديري رئيس المرصد، فأكّد ان مصلحة البلاد تقتضي في الوقت الحالي السكوت، وأضاف : "اذا تم الكشف عن ما وصلنا إليه من نتائج فبالإمكان ان تقع بلبلة في البلاد... لأن ما حصل في القصرين مؤخرا كارثي وهناك مغالطة للرأي العام... والمعطيات التي بحوزتنا سنقدّمها لوزير الداخلية لطفي بن جدو يوم غد بعد طلب موعد مستعجل للقائه ولكن ان لم نتلمّس تعاملا جديا في الموضوع فانه سيصبح السكوت من باب خيانة الدولة وحينها فقط نستطيع البوح بما وصلنا إليه من نتائج". وقال الزديري : "الأمر الوحيد الذي أستطيع الإفصاح عنه هو انه في شهر فيفري الماضي تم إلقاء القبض على شخص بالقصرين لقبه الرتيبي وبحوزته وثائق ومخططات وخرائط حيث اعترف بأنهم بصدد التخطيط رفقة مجموعة كشف عن أسمائها للهجوم على منزل بن جدو بالقصرين ومقهى لشقيقه وإدارة إقليم الأمن بالقصرين.. وقد تم إيقاف المجموعة وإحالتها إلى العاصمة أين تم إطلاق سراحهم.. ومن بين هؤلاء شخص مورط في العملية الأخيرة".