قالت تقارير جديدة إن الاستخبارات الأمريكية تمكنت من فك شيفرة الهواتف الجديدة التي بات اعضاء الحكومة الألمانية يستخدمونها مما يجعلها عرضة للتنصت. رغم فضيحة تنصت وكالة الأمن القومي الأميركية على المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، وما تلاه من توتر بين البلدين، إلا أن صحيفة المانية عادت لتفجر مفاجأة جديدة مشيرة إلى هواتف المسؤولين الالمان، بمن فيهم ميركل، ليست مؤمنة حتى الآن ضد عمليات التنصت. وقالت صحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية، إن وكالة الأمن القومي الأميركية "إن إس ايه" حلت شيفرة هذه الأجهزة. لكن شركة "سكيوسمارت" التي وردت للحكومة الالمانية الهواتف الجديدة، عادت لتؤكد أنها محمية تمامًا بشيفرة لا يمكن لعمليات التنصت المعروفة حتى الآن من اختراقها. وكانت الحكومة الالمانية طرحت عطاءً امام الشركات لتزويدها بهواتف ذات موصفات عالية لا يسمح باختراقها. وهو العطاء الذي فازت به شركة سكيوسمارت. واعلنت الحكومة الألمانية، مؤخرًا قرارها فسخ عقدها مع شركة الاتصالات الأمريكية "فيريزون"، كجزء من الإصلاحات الداخلية الشاملة التي تقوم بها جرّاء عمليات المراقبة والتجسس التي تقوم بها الحكومة الأمريكية، والتي كشف عنها، العام الماضي، الموظف السابق في "وكالة الأمن القومي" إدوارد سنودن. وأكد توماس دريك الخبير الأمريكي في شؤون الاستخبارات أهمية ألمانيا بالنسبة للاستخبارات الأمريكية، مشيراً إلى أنها تحولت إلى "هدف التجسس رقم واحد" لوكالة الأمن القومي الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 . وفي مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية الصادرة امس الاثنين، قال دريك إن الاستخبارات الأمريكية كانت تريد معاقبة الألمان "لأن المهاجمين عاشوا بينهم دون أن تتم ملاحظتهم وتمكنوا من التدريب والتواصل" . وكان المدعي العام الألماني، هارالد رانغ، قد أعلن في أوائل جوان المنقضي، أنّ "القضاء الألماني سيحقق في قضية تنصت الاستخبارات الأمريكية على الهاتف المحمول للمستشارة، أنجيلا ميركل، حسب ما تبيّن من التسريبات التي كشف عنها إدوارد سنودن"، مشيراً إلى أنّ "التحقيق سيفتح ضد مجهول، وسيتناول وقائع تجسس ونشاطات جهاز استخبارات أجنبي". غير أن رانغ لم يُشر حينها إلى وجود نية لفتح تحقيق حول التنصت على ملايين الألمان، كما أظهرت أيضاً الوثائق السرية التي سرّبها سنودن.