على عكس ما يظن البعض فان حكومة جمعة تعاني الأمرين في سعيها لتحييد الادارة ..ولئن نجحت جزئيا في اعتماد مبادئ الكفاءة والاستقامة والولاء للمؤسسة في الحسم في ملفات بعض من تم تسميتهم في الادارة التونسية فان العقبة الكأداء لا تزال تعترضها في تعيين السلك الديبلوماسي التي اعتبر جل أبناء الخارجية ان المقترحات المحالة على رئاسة الجمهورية تمت بطريقة شفافة راعت قواعد الاقدمية والتجربة والكفاءة بعد أن شكلت لجنة في الغرض تحت اشراف الوزير المنجي الحامدي الذي يرى العديد انه استجاب لمطالب ابناء الدار ولبى رغباتهم في ان تكون المدرسة الدبلوماسية التونسية مبنية على خدمة الوطن بالكفاءات لا على محاصصة حزبية مقيتة آلت بحال الدبلوماسية التونسية الى التدهور الذي نشهده في بعض العواصم الحساسة . وحسب مصادر مطلعة كانت تابعت ما نشرناه فان مؤسسة رئاسة الجمهورية لا تزال الى حد هذه الساعة متشبثة بالتسميات الحزبية رغم مطالبة وزارة الخارجية بتغييرها بل قدمت في ذلك مقترحات منذ شهرين او اكثر ..وتهم هذه التعيينات كل من سفير تونسبباريس (فرنسا)عادل الفقيه الذي اقترحه حزب التكتل وقنصله العام كريم عزوز الذي اقترحته النهضة وسفير تونس بطرابس (ليبيا ) رضا البوكادي الذي اقترحه النهضة واعترف مؤخرا انه ينتمي لحزب النهضة وسفير تونس بالرياض علي بن عرفة الذي اقترحته النهضة وسفير تونس بمركز جينيف للامم المتحدة عبد الرزاق الكيلاني الذي اقترحته النهضة وهو على ابواب التقاعد لكنه يطلب التمديد في المقابل تقدمت وزارة الخارجية لرئاسة الجمهورية بوصفها المشرفة على السياسة الخارجية للبلاد بمقترحات لتعيين سفراء بالاضافة للسفارات الانفة الذكر وذلك بكل من فيينا (النمسا) وبرلين ( المانيا ) -وقد بلغا بعد سن التقاعد- والدوحة ( قطر ) واسلامباد ( باكستان ) ولافالييت ( مالطا) وصنعاء ( اليمن) وياوندي ( الكامرون ) ورام الله ( فلسطين ) واليونسكو غير ان المرزوقي ابدى تشبثا واضحا بالابقاء على التعيينات على راس كل من سفارات باريس والقنصل العام بها وطرابلس والرياض ..ويبدو إن الإبقاء عليهم هو شرطه للإفراج عن بقية التعيينات مع ضرورة تعيين سفير لتونس باليونسكو بمقترح منه .. والى جانب ذلك يبدو ان وضعية شقيقه القنصل بمدينة بون الالمانية والذي سيبلغ سن التقاعد قريبا قد تكون تؤرقه بعض الشيء فالرجل مريض ويخضع لتصفية الدم وهو على قائمة الانتظار للحصول على زرع كلية لذلك فالامل قائم كي يتم التمديد له بعد التقاعد لاتمام عمليته هناك في حين ان جمعة كان واضحا وهو لا تمديد لاي موظف في الدولة .. وللامانة فشقيق المرزوقي هو ابن الخارجية لكنه حرم من حقوقه زمن بن علي ولم يتسنى له مغادرة تونس في مهام دبلوماسية طويلة الا بعد الثورة . وبين شد وجذب تتقدم البلاد بخطى حثيثة نحو انتخابات قادمة يبقى لحياد دبلوماسيينا فيها دور هام واساسي لنجاحها في الخارج خصوصا وان التعيينات التي يتمسك بابقائها المرزوقي تخص دولا تضم اكبر عدد من الجاليات التونسية المقيمة بالخارج وهو ما يطرح اكثر من سؤال عن جدوى هذا التمسك وقد اختارت الترويكا طوعا مغادرة الحكم وقبلت بما ورد بخارطة الطريق زد على ذلك فقد كشفت الزيارات الاخيرة لمهدي جمعة وللوفود المرافقة له من رجال اعمال واعلام ضعف اداء الدبلوماسية الذين لم يتوانوا على التصريح بذلك وعلى راسهم رئيسة منظمة الاعراف وداد بوشماوي التي عبرت عن ذلك خلال ندوة صحفية ...الامر الذي جعل راس الدبلوماسية التونسية ووراءه الحكومة يقتنعان بضرورة ادخال تغييرات ..وبين الاقتناع والاقناع يظل حاجز فيتو الرئاسة قائما بما يرشح الى مواجهة محتملة اذا ما تواصل التعنت