اختار بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الدبلوماسي الإيطالي المخضرم ليكون مندوب الأممالمتحدة إلى سوريا خلفا للأخضر الإبراهيمي الذي استقال من منصبه في 31 ماي الماضي. وأشار دبلوماسيون إلى أن دي ميستورا - الذي يحمل الجنسية السويدية إضافة إلى الجنسية الإيطالية - سيكون مندوبا للأمم المتحدة فقط وليس مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية كما كان الأخضر الإبراهيمي، وأشاروا إلى أنه سيجري تعيين نائب عربي له من قبل الجامعة العربية. ويواجه دي ميستورا تحديا كبيرا في سوريا محاولا أن ينجح فيما فشل فيه سابقوه الإبراهيمي وأنان. ويحظى دي ميستورا (67 عاما) بمكانة عالية كوسيط للنزاع وممثل للأمم المتحدة في عدد من مناطق النزاع مثل أفغانستانوالعراق ورواندا ولبنانوالصومال والسودان ويوغسلافيا السابقة، كما يملك خبرة من عمله في المنظمة الدولية في عدد من الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط. وهو يحمل لقب ماركيز ويجيد التحدث بسبع لغات هي السويدية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية إضافة إلى قدرته على الحديث باللغة العربية العامية. وهو من مواليد 25 جانفي 1947 في ستوكهولم بالسويد لأم سويدية وأب إيطالية. وقد عمل ستافان دومينغو دي ميستورا لمدة 40 عاما في الوكالات المختلفة للأمم المتحدة، كما شغل منصب وكيل وزارة الخارجية الإيطالية في حكومة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي. بدأ دي ميستورا مسيرته مع منظمة الأممالمتحدة في منصب مدير مشروع لبرنامج الأغذية في السودان وفي عام 1973 تولى مهمة الإغاثة الطارئة في تشاد وقاد أول عميلة إنزال جوي للأمم المتحدة، وبحلول عام 1976 تولى دي ميستورا منصب مدير عمليات منظمة الأغذية والزراعة وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام 1985 وتولى خلاله عدة مهام إنسانية خاصة في سراييفو والسودان وإثيوبيا وفيتنام. ومن عام 1988 إلى عام 1991 شغل منصب مدير العلاقات الخارجية لمكتب الأممالمتحدة لشؤون أفغانستان كما تولى بعض المهام لمنظمة اليونيسيف في الصومال، وعمل لفترة وجيزة منسقا للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق من مارس إلى اوت 1997. واختير عام 1999 عضوا في فريق مجلس الأمن المعني بالقضايا الإنسانية في العراق. ومن عام 2001 إلى عام 2004 شغل دي ميستورا منصب الممثل الشخصي للأمين العام في جنوبلبنان ثم نائب الممثل الخاص للعراق لمدة 15 شهرا في عام 2005 وبعد ذلك تولى منصب مدير كلية موظفي الأممالمتحدة في تورينو بإيطاليا حتى عام 2007 ليعود مرة أخرى إلى العراق ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في العراق حتى جويلية 2009 ليتولى منصب نائب المدير التنفيذي للعلاقات الخارجية لبرنامج الأغذية العالمي في روما. وفي مارس 2010 عينة الأمين العام بان كي مون في منصب مبعوث الأممالمتحدة إلى أفغانستان ورئيس بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان. وفي نوفمبر 2011 رشح دي ميستورا لمنصب وكيل وزارة الشؤون الخارجية في الحكومة الإيطالية برئاسة ماريو مونتي وتولى في ماي 2013 منصب المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإيطالي لحل مشكلة توتر العلاقات بين إيطاليا والهند بعد قيام مشاة البحرية الإيطالية بقتل اثنين من الصيادين الهنود. وقد واجهت الأممالمتحدة تحديا كبيرا في اختيار مندوب جديد بعد استقالة الأخضر الإبراهيمي بعد ما يقرب من عامين من الجهود الفاشلة لإنهاء الصراع في سوريا. وخطا الإبراهيمي نفس الخطوة التي خطاها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان الذي استقال من نفس المنصب في اوت 2012 بعد أن فشلت جهوده في التوصل إلى اتفاق بين النظام السوري والمعارضة لوقف إطلاق النار وتطبيق بنود اتفاقية جنيف الأولى في 2012. وتضاءلت احتمالات التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض وسط تصاعد أعمال العنف والقتال وواجهت منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي عدة انتقادات واتهامات بالفشل في توحيد الجهود لإنهاء الحرب السورية خاصة بعد اعتراض روسيا والصين على أربعة قرارات لمجلس الأمن ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد