شهدت قيمة الدينار التونسي تراجعا مقارنة بالدولار الأمريكي والأورو. وقد بلغ الدولار الأمريكي اليوم الخميس 1.693 دينار تونسي بينما بلغ الأورو 2.3129 دينار، مسجلا بذلك الدينار أدنى مستوياته مقارنة بالأيام الماضية حيث بلغ الأورو يوم 3 جويلية الماضي 2.3052 دينار في حين بلغ الدولار 1.6888 دينار. وللتعرف على أسباب هذا التدهور، اتصلنا بالخبير الاقتصادي راضي المؤدب،الذي راى ان قيمة الدينار تدهورت بصفة متسارعة منذ أسابيع رغم ارتفاع قيمته في الأشهر الأولى للسنة الحالية وعزى ذلك الى ان تدهور قيمة الدينار يرتبط بعامليْن أساسيْن الأول يتعلق بمستوى العجز التجاري والعجز الجاري والثاني يتعلق بتضخّم الأسعار مقارنة بالبلدان التي تتعامل معها تونس. وأوضح المؤدب أن العجز التجاري والعجز الجاري بلغ مستويات لم نعهدها وذلك راجع إلى تعطّل منظومة الإنتاج والتصدير بتونس وكذلك إلى تفاقم الواردات من السلع غير الأساسية وعدم انتعاشة القطاع السياحي بما فيه الكفاية إضافة إلى تفاقم عملية التهريب. أما في ما يهمّ تضخّم الأسعار، فأشار إلى انها ارتفعت إلى مستوى 6 بالمائة بينما لا تتجاوز ال1 بالمائة في البلدان التي تتعامل معها تونس وخاصة أوروبا، مضيفا : "تدلّ النظريات الاقتصادية إلى أن فارق التضخّم في الأسعار بين تونس ودول أوروبية ينعكس آليا على مستوى عُملتيْ البلديْن.. وهذا يدل على انه حتى ان عالجنا مشكلة العجز التجاري فإن العملة التونسية ستنزلق آليا أمام الأورو بنسبة 5 بالمائة على الأقل سنويا" وأكّد ان انزلاق الدينار وتدهوره ليس بالمفاجأة ولن يقف عند هذا الحدّ طالما بقيت المؤشرات السالف ذكرها على ما هي عليه. وبالنسبة للحلول المقترحة لإعادة الدينار التونسي لنسقه العادي، قال راضي المؤدب انه يجب العودة للعمل والإنتاج وترشيد التوريد و ومقاومة التهريب والتجارة الموازية.