أثار فيديو لطفل لبناني يعتدي على طفل سوري و انتشر في اليومين الماضيين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، استياء وغضب كثيرين ممن شاهدوه فيمختلف ارجاء العالم العربي بالاساس اذ شاهده اكثر من مليوني مشاهد فقد بدا أثر العصا التي ضُرب بها الطفل السوري خالد (9 أعوام)، من جانب طفل لبناني يصغره بأعوام ويُدعى عباس ع. (3 أعوام) في أحد منازل الرمل العالي، أبعد من لبنان، إذ بلغ صداه العالم والعربي والعالم، متخذاً طابعاً مذهبياً. يُظهر الفيديو، الطفل اللبناني يحمل عصا يوجهها إلى خالد، الذي يحاول عبثاً أن يدافع عن نفسه، بينما في الخلفية يُسمع صوت تبين أنه ابن عم عباس، ح.ع. (مواليد 1997) وهو يقول لخالد "نزّل ايديك"، على الرغم من توسل الأخير، حسب ما ذكرت صحيفة "السفير اللبنانية". وتضيف الصحيفة أنه بينما تردد أن والد الطفل عباس هو المُصوّر وصاحب التعليمات للطفل، (مواليد 1967)، والد الطفل، لم يكن مشاركاً فيما حدث، وفق التحقيقات الأمنية، علماً أنه موقوف إلى جانب ابن عم الطفل ح.ع. رهن انتهاء التحقيق. وفي الفيديو، يطلب الشخص الذي لا يظهر في الصورة، من الطفل الذي يتعرض للضرب، خالد، أن يضع يديه خلف ظهره، فيمتثل، قبل أن يضربه عباس بالعصا على صدره، فينتفض مذعوراً، في حين يسمع صوت شخص ثانٍ في الخلفية يسأل بتهكم "الضربة مش قوية، ما هيك؟". وبينما يستمر الضرب، تُسمع أصوات أشخاص يطلبون من الطفل المعنّف "الجلوس على الأرض"، ووضع يديه خلف ظهره. وفي حين يهم عباس بضربه مجدداً يرفع الطفل يديه متوسلاً عدم ضربه، لينهره أحد الموجودين في الخلفية لوضعهما خلف ظهره قائلاً "وإلا ضربتك أنا". ويواصل عباس الضرب، ويسمع الشخص نفسه يدعوه إلى "رفع العصا وضربه على رأسه"، ما دفع الطفل المعنف الذي يرتجف، إلى وضع يده على رأسه خوفاً، قبل أن يبدأ بالبكاء. وفي هذه الأثناء، تقدم طفل أكبر سناً ليحاول ضرب الطفل أيضاً، فنهره شخص في الخلفية بالقول "اتركه يا عصام"، قبل أن يتابع "يلا يا عباس، اضربه!". وانهال عباس بالضرب على الطفل بالعصا مراراً، قبل أن يدعوه أحدهم إلى "ترك العصا والهجوم عليه بالكفوف (الصفعات)"، فوجه 6 منها إلى وجهه، وقام بعدها بركله مراراً على بطنه، ولكمه على وجهه. وواصل الطفل المعنّف البكاء، على وقع ضحكات الحاضرين في المكان. وعكس الفيديو آراء متباينة تفاوتت بين من اعتبر أن ما حدث هو انعكاس لواقع الانقسام المذهبي السائد، وبين من حصر تصرفات أهل عباس ب"الخانة الفردية". وقالت صحيفة السفير أنه سُجل ظهور صفحة على "فايسبوك" بعنوان "كلنا الطفل خالد السوري"، انضم إليها حتى المساء نحو 8 آلاف مشارك خلال ساعات. وبدا لافتاً أن التعليقات تصب في الخانة المذهبية، إذ تداول المشاركون عبارات مذهبية تحريضية، متجاهلين أن المصور ليس والد الطفل، بل قاصر، علماً أن ذلك لا يبرر الجريمة. يأتي ذلك فيما قال موقع "ياصور" اللبناني الذي كان أول من نشر هذا الفيديو أن مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الامن الداخلي اللبناني تمكن من توقف شخصين من المتورطين فيما رفض اهل الطفل المعنف رفع دعوى قضائية بحق جيرانهم مراعاة لاعتبارات الجيرة، بعد أن دعا وزير العدل اللبناني إلى فتح تحقيق في ذلك. ووفقا لقناة الجديد اللبنانية فإن والدة الطفل المعنف خالد البالغ 9 سنوات، فقد أوضحت أنها علمت بالحادثة من خلال ظهور ابنها على وسائل الإعلام، نافيةً علمها مسبقاً بالموضوع، مؤكدةً أنهم ليس لديهم أي مشاكل مع آل الطفيلي (عائلة الطفل عباس)، إلا أنها أعربت عن غضبها تجاه الفاعلين الذين أقدموا على تصوير ابنها، فيما قال ابوه أنه لا يرغب في أية مشاكل مع جيرانه وانه نزح من ادلب في سوريا أين كان يملك منزلا بسبب الحرب.