تحوّل آلاف الليبيين إلى تونس عبر المعبر الحدودي برأس جدير بسب تطورات الأوضاع في ليبيا خلال الأيام الأخيرة وارتفاع حدّة المواجهات بين المجموعات المسلّحة. كما غادر صباح اليوم الخميس 311 مصريا تونس عبر طائرة مصرية مطار جربة جرجيس في اتجاه القاهرة بعد أن دخلوا التراب التونسي عن طريق معبر راس جدير.. مشهد أعاد للأذهان ما حدث أيام الثورة الليبية عندما سجّل إقبال كبير لليبيين على معبر رأس جدير وعبّر الشعب التونسي عن تضامنه مع أشقائهم الليبيين وساندت منظمات دولية تونس في تلك الفترة... هذا ويقدّر عدد الليبيين المقيمين في تونس قبل هذه الأحداث الأخيرة قرابة مليون و800 الف...إلا أنّ الأمر الذي يختلف هذه المرة عن زمن الثورة فعدم الاستقرار الأمني بتونس وتدهور الوضع الاقتصادي إضافة إلى مخاوف من تسلل إرهابيين إلى تونس عبر الحدود الليبية، حيث قال الخبير الاقتصادي فتحي النوري في تصريح لل"الصباح نيوز" أنه لن يسجّل هذه المرّة تعاطفا مفرطا من قبل التونسيين مع الليبيين الفارين من بلادهم بسبب ما تعيشه من أحداث. كما أضاف أنّ الشعب التونسي اليوم ينتابه شعور بالخوف ويعتبر انه يمكن أن تكون ليبيا مصدرا للإرهاب خاصة لما تعيشه من أحداث هذا بالإضافة إلى وجود مخاوف كبيرة من مزيد تدهور الوضع الاقتصادي في تونس وارتفاع الأسعار وشحّ المواد الأساسية. ويذكر أنّ المنجي حامدي وزير الشؤون الخارجية وفي تصريح سابق تحدّث عن الاقتصاد التونسي واعتبر انه لا يخوّل استقرار الليبيين بتونس. وفي نفس السياق، قال فتحي النوري ان "تونس تشهد عدم استقرار وامكانياتها لا تسمح لها بتلبية طلبات استهلاكية إضافية من قبل الليبيين المقيمين بتونس منذ الثورة وآخرون يمكن أن يأتوا إلى تونس في صورة تواصل تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا حيث أن الرقم مرجح إلى بلوغ 2 مليون ليبي بتونس". وأشار إلى أنّ أغلبية الليبيين الوافدين على تونس يلجؤون لتسوّغ المنازل وهو ما من شأنه أن يرفع في معاليم الكراء وينافسون بذلك التونسيين. وفي نفس السياق، بيّن أنّ توافد الآلاف من الليبيين على تونس من شأنه الرفع في قيمة الدعم وحجم المواد المدعمة. وقال ان هذا التوافد يمكن أن يؤثر إيجابيا على الاقتصاد التونسي إذا كانت فترة الاستقرار محدودة وفي الوحدات الفندقية وتم خلالها تحويل العملات الصعبة عن طريق المؤسسات المالية لا عبر مسالك الصرف في السوق الموازية ولكنها ان أصبحت فترة استقرار كبيرة فستكون عنصر ضغط.