كشف شريط وثائقي صور من داخل ما يسمى الدولة الاسلامية للعراق والشام «داعش « كيفية تخطيط التنظيم لزرع امتداد فكرها عبر الاجيال من خلال ما يسمى بالمدارس القرآنية فالمعسكرات المخصصة للأطفال عملا بمقولة «من شب على الشيء شاب عليه»، و»علموا الأطفال وهم يلعبون"... وهو سلوك نجده يتشابه بعض الشيء في جمعيات محلية تكون الاطفال على الفكر الجهادي المقنّع في تونس من خلال تكوينهم داخل مؤسسات مغلقة لا يراقب فحوى برامجها احد حيث يخضع الاطفال لعمليات غسل مخ فقد كشف الشريط الوثائقي بداية من الدقيقة 3 و27 ثانية حتى الدقيقة 7، عن أحد مقاتلي «داعش» من الأجانب، خلال استجوابه في رحلة ترفيه واستجمام على نهر الفرات في مدينة الرقة السورية، إلى أنه «هاجر» إلى سوريا من أجل الخلافة الإسلامية على حد تعبيره. وخلال حديث عبد الله البلجيكي (له لكنة مغاربية الأصل) مع ابنه الذي أطلق عليه كنية أبي عبد الله، ويبدو أن عمره لا يتجاوز سبع سنوات، يسأله فيه «هل تريد العودة إلى بلجيكا؟» والابن يشير -وكأنه يتهزأ من والده-» لا لا أريد العودة إلى هناك، لأن بلجيكا بلاد كفر، ويوجد فيها كفار وأن في سوريا توجد دولة الإسلام"، على حد تعبير الطفل. ويشير الاب الذي يبدو انه لقن ابنه ما يجب قوله امام الكاميرا «أتريد أن تكون مجاهدا ام تريد ان تقوم بعملية استشهادية؟» فيرد الطفل بأنه يريد أن يكون "مجاهدا". يضيف عبد الله البلجيكي في حديثه الملقن إلى ابنه ويسأله «لماذا تريد قتل الكفار»؟ (الذي كان يعيش معهم في بلجيكا)، فيشير الابن إلى أنه يريد ذلك لأن الكفار يقتلون المسلمين على حد تعبيره (تساؤل لماذا لم يقتلوه عندما كان يعيش هناك في بلجيكا)، ويضيف الطفل المتحدث على حال لسان أبيه «سنقتل كل كفار أوروبا". ويشير عبد الله بعد حديثه الملقن إلى ابنه «سوف نسبي نساءكم كما سبيتم نساءنا وسوف نيتم أطفالكم كما يتمتم أطفالنا». من هذه النقطة يتضح التنظير من النظير، فتعليم الأطفال يبدأ من اللعب، وحتى يبدأ الجد، والذهاب إلى المعسكرات عوض المدارس، كما يوضح أحد مقاتلي النظام والمتحدث باسمه خلال الفيلم الوثائقي «نطمح أن يكون هذا الجيل –جيل الأطفال- أنه الجيل الذي سوف يحارب المرتدين والكفار» واعتبر نفس الشخص ان الجيل القادم هو الجيل الذي سيحكم الدولة الاسلامية لانهم ارهابيو اليوم سيضعون لبنتها الاولى وسيبعثون جيلا متكونا لتوسيعها وادارتها لاحقا بعد كلامه مباشرة يظهر في الصورة طفل لا زال في لم يفقه لسان الحديث ويقول في افادة تبدو ملقنة «عمري 9 سنوات وسأذهب إلى المعسكر بعد انقضاء شهر رمضان للتدرب على الكلاشنكوف لنقاتل الروس والامريكان والكفار»، ويضيف مسائله «هل تعرف كيفية استعمال البارودة (البندقية)؟» فيشير الطفل ذي 9 سنوات " نعم أعرف استعمالها". ويظهر المتحدث باسم "داعش" صاحب النظارات «راي بان» والذي تخله في اول وهلة كانه احد مغنيي الراب الأمريكيين «ان الأطفال اقل من 15 سنة يخضعون لتدريب في معسكر للشريعة حيث يتعلم العقيدة وامور الدين»، في تركيب لا يركب، ثم يضيف محاججا «بعد 16 سنة يخضع الطفل إلى التدريب العسكري ثم يمكنه أن يشارك في العمليات العسكرية»، ودليل «داعش» في ذلك أن "أسامة بن زيد قاد جيش إلى الروم وعمره 17 سنة أو 18 سنة». كلام يبدو جيدا من الناحية التاريخية حتى وان ركزنا على سير النبوة من كتب الاقدمين والمحدثين، لكن كلام الداعشي المتحدث الإعلامي يبدو وكأنه يتعارض مع ما أتاه طفل التسع سنين الذي لم يألف في دنيا كذبا عتيا ليبدي إلى ما آتاه من قول تقيا (أن يستعمل التقية)، إذ يشير إلى انه ذي سنوات تسعا وضرب بالبندقية وستدرب على الروسية (الكلاشنكوف في اللغة العامية السورية) بعد شهر الصيام ولكن المتحدث الإعلامي أشار إلى التدريب يبدأ منذ الأربعة عشر ربيعا بالشريعة وبعد السادسة عشر بالشريعة وبعد السادسة عشر بالتدرب على الخطط العسكرية. نستنتج في الأخير أن ل»داعش» استراتيجية طويلة تمتد إلى سنوات مستقبلية، تهدف إلى ضرب إسطنبول التركية «العثمانية» والبيت الأبيض صاحب السيادة الامريكية، «فعلموا الأطفال وهم يلعبون»، مثل جليل اصبح يخدم مصالح الإرهابيين.