النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تركيا: 6 قتلى في حريق بمستودع للعطور والسلطات تحقق    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    إعداد منير الزوابي .. غيابات بالجملة والبدائل جاهزة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    تونس - الصين: 39 طالبا وطالبة يحصلون على "منحة السفير" في معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    لمرضى السكري: عشبة إذا شربتها صباحًا ستخفض السكر في دمّك    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    حريق في مستودع للعطور بتركيا يخلف 6 قتلى و5 مصابين    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    العلم يكشف سر في المقرونة : قداش لازمك تحط ملح ؟    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    مفزع/ نسبة الرضاعة الطبيعية في تونس أقل من 18 بالمائة..!    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحديات الوجود الاسلامي في الغرب .. الأسس الايديولوجية والأبعاد الجيوسياسية
نشر في الفجر نيوز يوم 16 - 12 - 2009

في البدء نريد أن نؤكد بأن القول المنسوب للسيد المسيح عليه السلام " أحبوا أعداءكم باركوا لاعينيكم " لا يمكن أن يكون صحيحا ، أي صحة نسبته للمسيح عليه السلام ، لأنه مخالف للفطرة . فالتاريخ النصراني على امتداده لم يشهد شيئا من ذلك القبيل ، لا سيما على المستوى الجمعي ، أي ما يدل عليه ذلك القول . بل أن التاريخ الدموي النصراني النصراني ينسفه من أساسه .
بيد أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " صل من قطعك ، واعط من حرمك ، واعفو عمن ظلمك " منطقي للغاية ، لأنه لا يدعو لمثالية غير منطقية . حتى عندما طلب الله من عباده المؤمنين النظر لمن بينه وبينهم عدواة كأنه ولي حميم ، يعني الفعل وليس الشعور بالضرورة ، لذلك قال في موضع آخر " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين " .
تصحيح المفاهيم : والقول بأن الذين يقتلون ويحاربون من النصارى ، هم نصارى سيئون يعني أنه لا يوجد نصارى جيدون في المطلق وعلى امتداد التاريخ ، لا سيما أفعالهم في أوربا ( الحروب الدينية بين البروتستانت والكاثوليك ، أو الكاثوليك والارثذوكس ) فضلا عن الحروب الصليبية ، وحروب القرون الثلاثة الأخيرة التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين . ومنها الحربين العالميتين الاولى والثانية التي أشعلها النصارى واكتوى العالم بأسره بنارها .
والقرآن الكريم لا يدعو لقتل الكفار، بل المحاربين منهم في ساحات القتال فحسب . كما يستثني المسالمين وأهل الذمة . وهناك آيات لا يمكن الاستشهاد بها إلا في سياقها التاريخي . حيث لا يمكن اجتزاء آيات بعينها ، دون نظر في أسباب النزول ، ومعناها اللغوي ، وسياقها التاريخي ، وعلاقتها بالآيات التي تحدد العلاقات الداخلية والخارجية في الدولة الاسلامية ، ومنها العهود والمواثيق مع الشعوب والامم الأخرى . فلم يقتل الفاتحون المسلمون النصارى واليهود الذين كانوا رعايا في الدولة الاسلامية ، بل كان منهم وزراء وخبراء ومستشارين لحكام المسلمين . بل لم يأمن النصارى واليهود في أكثر من حقبة تاريخية على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ، إلا في ظل الحكم الاسلامي ، مثل مصر، والاندلس ، والبلقان ، فعندما دخل المسلمون مصر كان زعماء الاقباط في الجبال هربا من سيوف الرومان وعادوا إلى كنائسهم وديارهم آمنين في ظل الخلافة الاسلامية . والعهدة العمرية لنصارى القدس معلومة ومشهورة ، وعهد نامة الذي منحه محمد الفاتح لنصارى البلقان عند فتح البوسنة ، وهو عهد أمان يحفظ ممتلكاتهم ودياناتهم وكنائسهم ينسف من الأساس الاتهام الباطل الذي يزعمه أعداء الاسلام من أنه يدعو أتباعه لقتل الكفار . فلوا كان ذلك الفهم صحيحا ، لما بقي نصراني واحد في بلاد الشام ومصر وغيرها .
الحروب الصليبية : يتعرض العالم الاسلامي لحروب صليبية ، عسكرية ، واقتصادية ، وثقافية ، وسياسية . يترجمها واقع الاحتلال في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان ، ومناطق اسلامية واسعة في آسيا وافريقيا وأوربا وغيرها .وتفصح عنها عمليات الابتراز الاقتصادي ، والأتوات التي تدفعها الأنظمة المختلفة لدول أوروبية ، وأمريكا . واكتساح السلع الغربية لاسواق العالم الاسلامي ، ليس في إطار المنافسة ، وإنما الأفضلية ، وبأسعار يحددها الطرف الآخر . وفرض للانموذج الغربي في كل شئ تقريبا ، ما عدا أساليب الحكم ، لأنها تخدم الأجندة الغربية ، وتبقي الشعوب بعيدا عن صنع القرارات المصيرية للامة . وقد شمل الاحتلال الثقافي ، حتى ما يؤكل ويلبس ، فضلا عن مظاهر التفكير المتحلل من كل قيمة . وترجمة غسيلهم الفني بكل ما فيه من انحطاط . وفرض الأجندات السياسية الغربية ، التي تحدد ما هو المسموح به والممنوع في الجانب السياسي ، وصلت إلى الحرب العلنية ضد الاسلام على لسان رئيس وزراء بريطانيا توني بيلير " إن تحكيم الشريعة الاسلامية في العالم العربي ، وإقامة خلافة واحدة في بلاد المسلمين ، وإزالة نفوذ الغرب منها ، أمر غير مسموح به ، ولا يمكن احتماله البتة " .
جذورالكراهية النصرانية : الجرائم التي يقوم بها الغربيون بحق الاسلام والمسلمين لا تتعلق بفعل جنائي ارتكبه فرد مهوس ، وإنما بالجو العام ، وبالحوافز التي دفعته وغيره لارتكاب هكذا جرائم ، وهي سياسات بلده ووسائل اعلامه ، بل كنائسه التي تنفث سموم الكراهية ضد الاسلام والمسلمين ، وفي نفس الوقت تزعم أنها تتبع المسيح الذي يدعو إلى ( حب الأعداء ومباركة اللاعنين ) والحقيقة هي أن المسلمين في عمومهم أقرب إلى هذا المعنى ، من النصارى جميعهم على مختلف كنائسهم وأكليروسياتهم . مع اعتقادنا بأن المسيح لم ينطق به ، لأسباب سلف ذكرها .
ويمارس النصارى الكذب ، عندما يحاولون التنصل من العار الذي تطفح به صفحات ما يسمى بالعهد القديم ، فهم يؤمنون بذلك ، ولكنهم يقولون نحن نؤمن بالانجيل ، واطرحوا هذا على اليهود . وهي مخادعة مفضوحة لأنهم يؤمنون بالعهد القديم ايمانهم بالعهد الجديد ، وهما الكتاب المقدس عندهم . فماذا يقول كتابهم المقدس " ملعون من يمنع سيفه عن الدم " ( ارميا 48 : 10 ) ثم " اقتلوا الشيوخ والشبان والشابات والأطفال والنساء حتى الفناء " ( حزقيال 9 : 5 – 6 ) ثم " اقتل رجلا وامرأة ، طفلا ورضيعا ، بقرا وغنما ، جملا وحمارا " ( صمونيل الأول ) . أما القرآن فيأمر أتباعه على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم " انطلقوا باسم الله ، لا تقتلوا شيخا ، لا تقتلوا امرأة ، لا تقتلوا رضيعا ، لا تهدموا بناء ، لا تحرقوا شجرة ، لا تحرقوا نخلا واحسنوا " . إنه لا يمكن تفسير وفهم قتل الأطفال والنساء وكل كائن حي ، بل هدم المنازل على رؤس أصحابها إلا بالعودة لهذه النصوص التي يحاول النصارى عبثا إخفاءها باقوال منسوبة للسيد المسيح لم يبرهنوا في يوم من الأيام على صحتها من خلال الممارسة .
إن ما جرى في غزة وبيروت وما جرى في البوسنة والشيشان وأفغانستان ، وما تكشفه ما يسمى معسكرات ( يسوع ) في أميركا ، هي الترجمة الحقيقية للنصوص النصرانية ، في مجال اللاانسانية واللارحمة والانحطاط الحضاري . حيث تعطى المطارق والفؤوس للصغار لتحطيم الاكواب الفخارية الجميلة تحفيزا لهم على تكسير رؤوس مخالفيهم ( أعداء يسوع ) . ويزرعون الحقد بدل المحبة ، والبربرية بدل الانسانية . ويدفعون بذلك الأطفال إلى التشنج والعنف وكراهية الرحمة واللين . حتى قال أحد الأطفال الذين يدربونهم " عندما أرى طفلا غير مسيحي أشعر بالغثيان والاشمئزاز ولا أطيق الجلوس بجواره " . لذلك لا تستغربون ما قام قام ويقوم به الصليبيون في القديم والحديث من فضائع وحروب إبادة . ومن هنا نفهم لماذا كان الجندي الأمريكي والايطالي والالماني والدنماركي والايطالي والفرنسي وغيره يتلذذ وينتشي عندما يقتل المسلمين في العراق ، وأفغانسان ، وهو يحاكي ما يفعله الصهيوني في فلسطين . . لا أحد يتحدث عن معسرات يسوع القاتل في أمريكا ، التي تؤصل للعنف والارهاب والابادة . وماذا لوكان بعض خريجي هذه المعسكرات في عهدته حقيبة القنابل الذرية في أمريكا أو غيرها ؟!!!
إن ما يجري في واقعنا ، يعفينا من ذكر ما كان يجري في محاكم التفتيش ، في الاندلس ، في القرن الرابع والخامس عشر ، وما كان يجري في معسكرات الاعتقال النازية والفاشية في الحربين العالميتين الأولى والثانية . فضلا عما ارتكبته الصهيونية في فلسطين منذ وعد بلفور وحتى اليوم . بهذه النصوص يمكننا فهم ما كان يجري في غوانتانامو وابو غريب والعامرية وبيروت وغزة .
ابحثوا عن الثقافة : الثقافة التب بررت أساليب محاكم التفتيش التي عرفتها الأندلس عندما كان المسلمون يوضعون على كراسي من المسامير الحادة ، أو ما كانوا يسمونه ، كرسي الاعتراف والتعذيب ، وكانت تنظف تلك المسامير مما علق بها من لحوم الضحايا المسلمين الأبرياء الذين كانوا يرفضون التنصر بالقوة وبحد السيف . وكان التعذيب يشمل كل عضو وكل طرف في جسم المسلم من خلال الشد على الاسورة الجانبية التي تحاط بالذراع والالواح الغليظة التي تشبه الفولاذ . والتي منها ما صمم لتهشيم القفص الصدري والفخذين والساقين والعمود الفقري . وهناك صور توضح كيف كان يتم شد جسم المسلم حتى يتفسخ . وهناك عدة أساليب منها ، " تابوت السيدة الجميلة ، التي يلقي فيها الشباب المسلمون ليلاقو حتفهم مباشرة متأثرين بالسكاكين في داخله . إلى جانب الكي بالنار ، ونشر المسلم بالمناشير إلى نصفين ، كالذبيحة ، وعدة طرق لحرق المسلمين وهم أحياء . وتمشيط المسلمين بأمشاط الحديد الحادة ، وأساليب شيطانية في التعذيب . وينقل جلال العالم في كتيب " قادة العالم يقولون دمروا الاسلام أبيدو المسلمين " عن أحد الضباط الفرنسيين عندما دخلوا اسبانيا ودخلوا أماكن تعذيب المسلمين " هبطت درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود شاهرين سيوفهم ، حتى وصلنا إلى آخر الدرج ، فإذا نحن في غرفة كبيرة مرعبة في وسطها عمود من الرخام به حلقة وهي عندهم قاعة المحكمة وربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها . وأمام العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء . ثم توجهنا إلى غرفة التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض ، رأيت فيها ما يستفز نفسي ، ويدعوني إلى القشعريرة والتقزز طوال حياتي . ويواصل رأينا غرفا صغيرة في حجم جسم الانسان فيبقى سجين الغرف العمودية واقفا على رجليه مدة سجنه حتى الموت . ويبقى سجين الغرف الأفقية ممدت بها حتى يموت . وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى ويتساقط اللحم عن العظم وتأكله الديدان . ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي . وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها . وكان السجناء رجلال ونساء ن تترواح أعمارهم ما بين الرابعة عشر والسبعين . ويصف المعتقلين الذي عثر عليهم قبل أن يفارقوا الحياة بالقول " كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من العذاب . ثم انتقلنا إلى غرف أخرى فراينا فيها ما تقشعر منه الأبدان ، عثرنا فيها على آلات رهيبة للتعذيب منها آلات لتكسير العظام ، وسحق الجسم ، كانوا يبدأون بسحق عظام الأرجل ، ثم عظام الصدر والرأس تدريجيا ، حتى يهشم الجسم كله ، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة والدماء الممزوجة باللحم المفروم ، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين . ثم عثرنا على صندوق في حجم رأس الانسان ، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقاط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام ، في كل دقيقة نقطة ، وقد جن الكثيرون من هذا اللون من العذاب ، ويبقى المعذب على حاله حتى الموت . وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة ، كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت ، ثم يطبقون بابه وخانجره ، فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين ، وقطعه إربا إربا . ثم عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تنشد ليخرج معها ، ليقص قطعة قطعة ، وتتناثر لحومهم ، كان مشهدا يبكي الصخور .
شحن مستمر لزيادة العداء للاسلام : إن حقائق الاسلام الساطعة هي مبعث الخوف في الغرب ، وليس ما يتذرع به البعض . فتخليد الرسوم المسيئة في الدنمارك وتوريث الكراهية والحقد للأجيال القادمة ، مبعثها تلك الثقافة التي تدعو للقتل وإبادة كل شئ يتحرك ، وعدم الثقة في النفس ، فالرسوم المسيئة مثل ( معسكرات يسوع ) بل جزء منها ، وحلقة في مسلسل وسلسلة واحدة من الانحطاط والبهيمية . وقد نجح فابر في تحقيق أغراضه بمنع المآذن في سويسرا عبر استفتاء ، وهي صفحة جديدة من محاكم التفتيش ، وتطبيق لتلك العبارات من كتابهم المقدس ، وعار تاريخي آخر يتسربلون به .
لقد كان من أكبر الخطايا في تاريخ النصارى اعتبارهم التوراة المحرفة ، جزءا من الكتاب المقدس لديهم ، ولذلك نجد أكابر المهرطقين بحق الاسلام من أصول يهودية مثل جيرت فيلدز . وقد سعى جاهدا كما أثبتت الباحثة يزي فان ، في مقال نشرته " أمستردام الخضراء " في شهر سبتمبر الماضي . كما أشارت لتزوير فيلدز حيث صبغ شعره ليبدو أوروبيا أشقر بينما هو من أصول آسيوية ، أي من عائلة يهودية أندونيسية .
ونصوص تلك الثقافة التي ذكرنا بعض النماذج منها هي التي جعلت عمدة مدينة كلاركسفيل بولاية تينيسي الامريكية لمهاجمة طابع بريد ، مجرد طابع بريد عن الأعياد الاسلامية ، ويطالب بمقاطعته !
حقائق أغرب من الخيال : هناك وعلى بعد 70 كيلومتر من شرق العاصمة التشيكية ، أي مقاطعة بارغوي ، وتحديدا في مدينة سيدليك ، تلك المدينة التي " تتميز " بكنيسة أثرية غير طبيعية ، عمرها أكثر من ألف عام ، و" يتميز " ديكورها الذي لا يتكون من الخشب أوالجبس أوالحجر أو أي مواد طبيعية أو صناعية أخرى ، وإنما يتكون من عظام المسلمين .
وفي سنة 1318 م تم تجديدها بعظام جديدة تقدر ب 30 ألف جثة ، أحضرت لهذا الغرض ، كما تم تجديدها في سنة 1511 م بكمية عظام أخرى . وقام النحات في سنة 1870 م من دوق شوزنبرك ، بإعادة ديكور الكنيسة بعظام 40 ألف جثة لتكون " أكثر رونقا وجمالا " .
وهي الآن من أكثر الكنائس شهرة في العالم ، ليس لقدمها ، ولكن لزينتها بعظام المسلمين .
وهذا شاهد على الوحشية النصرانية ، وحب الأعداء الذي يتشدقون به في كل مناسبة . وهوما لم يلمسه منهم المسلمون لا في فلسطين ،ولا في العراق ، ولا في أفغانستان ، ولا في مصر ، ولا في الشام ، ولا في البوسنة ، ولا في الشيشان ، بل لم يلمسه منهم حتى غير المسلمين كفيتنام ، وقبل ذلك الهنود الحمر ، بل لم يلمسوه فيما بينهم ، وتاريخهم الدموي أكبر شاهد على ذلك .
وجهان لعملة واحدة : لنتذكر صور الأجنة التي اخترق الرصاص أجسادها في في فلسطين ، والبوسنة ، والشيشان ، والعراق ، وأفغانستان ، وكشمير وغيرها . لنتذكر المذابح الكبرى التي قاموا بها ، وأفران الغاز التي أعدموا فيها الملايين ، والقنابل الذرية وغيرها التي قتلوا بها ملايين البشر في العالم ، ولنربط بينها وبين القول والعمل الشنيع والجرائم القذرة التي اقترفوها في القديم والحديث ، بل اقرأوا كتب تاريخ أوربا لتعرفوا ما هي النصوص التي يؤمن بها النصارى ويطبقونها بحذافيرها ، ففي منطقة أحميتشي في البوسنة طبقت عبارة صموئيل الاول بحذافيرها ، وكذلك الأمر في سريبرينتسا ، وفي العديد من قرى أفغانستان ، وبلدات العراق ، ولبنان ، وليست غزة عنا ببعيد .
وقد سمعنا اعتراض الفاتيكان على الاستفتاء السويسري ، في نفاق واضح ، يبين أن ما يجري استراتيجية وليس حدثا يخص بلدا بعينه ، فهذه الجهة التي تدين ما يجري في مكان آخر تقوم هي ومن موقعها بجرائم أخرى . ففي 18 أكتوبر الماضي عارض الكاردينال أنجيلو بانياسكو رئيس المؤتمر الأسقفي الايطالي تعليم الدين الاسلامي الذي تقترحه الحكومة الايطالية وقال عن الاسلام " ليس جزءا من ثقافتنا " فالذي يرفض تدريس الاسلام لانه ليس جزءا من ثقافتهم ، يقع في تناقض عندما يزعم معارضته لمنع بناء المآذن في سويسرا ، بل أن تدريس الاسلام لابناء المسلمين أكثر أولوية من بناء المآذن ، لو نظرنا للامرين بعين الأولويات . وأضاف بانياسكو في مقابلة نشرتها صحيفة " لا كورييرا ديلا سيرا " الايطالية " تعليم الكاثوليكية مبرر لأنه جزء من تاريخنا ، وتعلم الديانة الكاثوليكية ضوروري للالمام بثقافتنا " وأشار إلى أن " الساعة الاسبوعية التي تقترحها الحكومة لتعليم الدين الاسلامي لا تبدو لي مبررة ومنطقية " وبالتأكيد تبدو له قضية منع المآذن كذلك ، ولكن الموقف السياسي يحتاج في نظرهم للكذب والتورية ووضع قناع ضاحك لاخفاء نزعة الوحشية في ثقافتهم .
وفي العدوان الذي شن على العراق سنة 2003 م استخدم وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد ، نصوص كتابه الذي يقدسه بما يشبه شعارات الحروب الصليبية ، وضمن تلك العبارات أغلفة مذكرات استخباراتية عسكرية شديدة السرية كان يعدها لتقدم للرئيس الأميركي السابق جورج بوش . وذلك وفقا لوكالة أنباء أمريكا ان أرابيك نقلا عن مجلة " جي كيو " الامريكية . ولا شك فإن العبارات المقتبسة من العهد القديم كانت ضمن ما سطره رامسفيلد على أغلفة تلك التقارير .
فك الارتباط أو اعلان التناقض : على النصارى التبرئ من العهد القديم الذي يؤمنون به ، أو اعلان التناقض ، بين ما يزعمون أنه الانجيل ، وما يزعمون أنه التوراة ، أو العهد القديم . لأن العهد القديم هو الذي جعل لهم مخالب وأنياب ، ويمنعهم من النزول من فوق الأشجار . وهو الذي جعلهم يصابون بالوسواس والشعور بالكراهية تجاه غير النصارى ، بل تجاه غير صاحب ديانتهم سواء كانت الكاثوليكية ، أو البروتستانية ، أو الارثذوكسية ، فهي ديانات أكثر منها مذاهب . وهذا الوسواس هو الذي دفع بعض الجهات في أمريكا لانتاج فيلم يحذر الدول الاوروبية من قيام دولة اسلامية على أراضيهم بحلول عام 2016 م . وهو ما جعل سياسي بلجيكي متطرف يدعى فيليب دي فينتر ، يدعو لاغلاق أبواب أوربا نهائيا في وجه المسلمين . وصدق أوهامه بأن " الاصوليين المتطرفين وضعوا مخططا محكما ... وهو تحويل أوربا إلى أرض اسلامية وتطبيق أحكام الشريعة فيها ، وعندها ستتحول تسميتها من أوربا إلى أورابيا " على حد زعمه . وضمن ذلك كتابا أسماه " أسلمة أوربا إن شاء الله " .
وقد عرفنا دينهم الحقيقي وثقافتهم البارزة ، والتي من خلالها يمكن فهم عمليات حرق المساجد والاعتداء عليها في اليونان ، وفرنسا ، وبلجيكا ، وألمانيا ، وأمريكا وغيرها . ومنع المسلمات من أداء الصلاة في بعض المدارس في أمريكا ، أو العمل في مؤسسات ومتاجر دول أوروبية أخرى . واعتقال المسلمين في اسبانيا ، وبريطانيا ، وايطاليا وغيرها ن بتهم الارهاب ، وحتى تمويل القاعدة ، كما حصل في اسبانيا في مايو الماضي .
وانتاج أفلام تحض المسلمات على ترك دينهن والارتباط بغير المسلمين ، وكل ذلك نتيجة الغيرة على إقبال الالمانيات والاوروبيات بل غير المسلمات على الارتباط بمسلمين إلى درجة تفوق الظاهرة . ولم تكتف بعض الجهات في الدنمارك بما سببته الرسوم المسيئة من خسائر لاقتصاد بلادهم ، حتى أطلق حزب الشعب اليميني حملة ضد بناء المساجد . كل ذلك في ظل احصائيات واستطلاعات تتحدث باستمرار عن أنه في غضون سنوات قليلة سيتحول العالم نحو الاسلام .
وهناك تقرير أوروبي يفيد بأن في هولندا " 50 في المائة من المواليد مسلمون ، وفي خلال 15 عاما سيصبح نصف سكان هولندا مسلمين . وفي روسيا يوجد 23 مليون مسلم ، أي ربع عدد السكان ، وسيصبح 40 في المائة من الجيش الروسي من المسلمين في غضون سنوات قليلة . وفي بلجيكا 25 في المائة من السكان مسلمون ، و50 في المائة من المواليد من المسلمين . وأعلنت حكومة بلجيكا أنه في عام 2025 م ستصبح ثلث أوربا مسلمة . وستكون ألمانيا دولة مسلمة في عام 2050 م . وهناك حاليا في أوربا 52 مليون مسلم والحكومة الألمانية أعلنت أن هذا العدد سيتضاعف خلال 20 عاما ليصبح 104 مليون مسلم في أوربا . وفي كندا أصبح الاسلام هو أكثر الأديان انتشارا ، وفي الولايات المتحدة كان يوجد عام 1970 م مائة ألف مسلم ، والآن يوجد 9 مليون مسلم . وأنه إذا حافظ المسلمون على معدل انتشارهم الحالي فإنه خلال فترة تترواح من 5 إلى 7 أعوام ستكون النسبة الغالبة من المسلمين على سطح الارض . وعلى الغرب القبول بالاسلام وانتشاره الطبيعي ، " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.