تشعر الأجهزة الأمنية في الولاياتالمتحدة بقلق من تنظيم "داعش"، الذي بات موجودًا بشكل فعلي فوق الأراضي الأمريكية، وذلك بعد عودة مقاتلين من سوريا والعراق إلى الولاياتالمتحدة. اعترف مسؤولون في البيت الأبيض للمرة الاولى بأن مواطنين أمريكيين قاتلوا مع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" عادوا الى الولاياتالمتحدة، وان عودتهم تقض مضاجع المسؤولين الأمنيين خوفاً من تنفيذهم هجوماً على الأراضي الاميركية، في وقت يستعد الرئيس باراك اوباما لإلقاء كلمة من على منبر الأممالمتحدة يدعو فيها المجتمع الدولي الى مواجهة خطر "داعش" في الخارج. ويقدر خبراء في مكافحة الارهاب أن 100 أمريكي على الأقل سافروا الى الشرق الأوسط للالتحاق بتنظيم الدولة الاسلامية. وقال مسؤول رفيع في ادارة اوباما إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يسعى الى تعقب العائدين واضعاً بعضهم تحت المراقبة. وجاء اعتراف المسؤولين الاميركيين في وقت وجه المتحدث باسم "داعش" ابو محمد العدناني تحذيرًا الى الامريكيين قائلاً إنهم لن يشعروا بالأمان حتى في غرف نومهم. وخاطب العدناني المتطرفين في انحاء العالم قائلاً "إذا قدرت على قتل كافر أمريكي أو أوروبي، وأخص منهم الفرنسيين الأنجاس، أو أسترالي أو كندي أو غيرهم من الكفار المحاربين، رعايا الدول التي تحالفت على الدولة الإسلامية، فتوكل على الله واقتله بأي وسيلة أو طريقة كانت". وأكد محللون أمنيون أن أكبر خطر يهدد الولاياتالمتحدة هم الاميركيون الذين يستطيعون السفر الى سوريا والعراق للتدريب مباشرة مع الجهاديين. ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن دافنا راند، نائبة مدير الدراسات في مركز الأمن الامريكي الجديد للأبحاث، "أن الخطر يأتي أساساً من حملة الجوازات الأمريكية القادرين على السفر، وأن مصدر الخطر الثانوي هو منع الأمريكيين الذين يريدون السفر والقتال هناك". واشارت راند الى أن "داعش" يعامل المقاتلين الأجانب معاملة تختلف عن تنظيم القاعدة، الذي كان يستخدمهم في عمليات انتحارية، في حين أن "داعش" بدلاً من التفريط بهم على هذا النحو يعتبرهم رصيدًا ثميناً يجب الحفاظ عليهم، بوصفهم مواطنين يستطيعون العودة الى بلدانهم لبناء خلايا ارهابية والتخطيط لتنفيذ هجمات. وسيرأس اوباما اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء، لحث زعماء العالم على الانضمام الى التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد "داعش". ومن الاجراءات التي يريد اوباما موافقة الدول الغربية الأخرى عليها، فرض قيود أشد في منح تأشيرات السفر لمنع مواطنيها من السفر الى سوريا والعراق. وقال مسؤول أمريكي رفيع "إن هذه فقرة تتسم بأقصى درجات الالحاح". ومن المتوقع أن يدعو اوباما مجلس الأمن الدولي الى اصدار قرار شامل يفرض منعاً دولياً على سفر المقاتلين الذين يريدون الانخراط في حروب خارجية. وأعرب مسؤولون في الادارة عن اعتقادهم بأن مشروع القرار يحظى بتأييد يكفي لتمريره. ومن الاجراءات الأخرى، التي سيقترحها اوباما، تجميد الأممالمتحدة ارصدة مثل هؤلاء المقاتلين وقيام الشرطة الدولية "الانتربول" بتنسيق الجهود لمراقبة حركة المقاتلين. وسيركز خطاب اوباما أمام الجمعية العامة على استراتيجيته لمحاربة "داعش." ومن أشد ما تخشاه الأجهزة الأمنية الامريكية تكرار هجمات مثل تفجيرات ماراثون بوسطن، التي نفذها في أفريل 2013 شقيقان أصبحا متطرفين اثناء اقامتهما في الولاياتالمتحدة. كما حذر مسؤولون في جهاز مكافحة الارهاب من أن الجهاديين يمكن أن يستوحوا هجمات أخرى أكبر. وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، في افادة أمام الكونغرس، إن الجهاديين "يمكن أن يستمدوا الالهام من سرديات ارهابية، بضمنها مواد باللغة الانكليزية، وحوادث في الولاياتالمتحدة أو في الخارج يُنظر اليها بوصفها تهديداً للمسلمين.... أو تظلماتهم الخاصة". وحشد مكتب التحقيقات الفيدرالي محللين نفسيين مهمتهم تحديد المعالم الشخصية لمن قد يتأثر بالأفكار المتطرفة ومحاولة الدخول الى عقله، بهدف مواجهة الأساليب التي تعتمدها الجماعات الجهادية في تجنيدهم والتحسب لوقوع اعمال عنف.(إيلاف)