تزايدت موجة الاحتقان في العاصمة الليبية طرابلس مع قرب حلول ذكرى مجزرة غرغور، التي ستوافق السبت القادم، ولاتزال تشهد أحياء من العاصمة توترات ليلية ومواجهات بالأسلحة الخفيفة مع قوات ميليشيات «فجر ليبيا». وعلى مدار خمسة أيام، شهدت أحياء غوط الشعال وفشلوم وزاوية الدهماني وقرقارش، عمليات نوعية قام بها شباب الأحياء واستهدفت عربات مسلحة تابعة لقوات «فجر ليبيا»، بينما لاتزال قوة «درع ليبيا»، التابعة للميليشيات نفسها بقيادة عبد الرؤوف كاره، تداهم بيوتا بهذه الأحياء لاعتقال نشطاء موالين للجيش الوطني الليبي ومجلس النواب. وأفاد أحد أهالي قرقارش بأن قوة «درع ليبيا» اختطفت حتى الآن تسعة نشطاء بمختلف أحياء طرابلس، ولايزال هؤلاء معتقلين في قاعدة المعيتيقة التي تتمركز بها هذه القوة. كما أكد أن شباب الأحياء تمكنوا من تشكيل غرفة لقيادة الانتفاضة التي دعت لقيامها مؤسسات مدنية ونشطاء يوم السبت القادم، الذي يوافق ذكرى مجزرة غرغور التي راح ضحيتها مدنيون بسلاح ميليشيات «فجر ليبيا». وفي ذات الصدد، نشرت «فجر ليبيا» على موقعها الرسمي، بيانا أنذرت فيه أهالي العاصمة من مغبة الخروج يوم السبت. ووصفت الميليشيات تحذيرها هذا ب»الأخير»، معتبرة أن من يحرق الإطارات ويقفل الطرقات في طرابلس يريد تسييس ذكرى مجزرة غرغور واستغلال عواطف الناس، حسب البيان وأضافت الميليشيات أن دعوات الخروج هذه وراءها البرلمان والحكومة المؤقتة، خاتمة بيانها بأن نجاح الانتفاضة يوم السبت لن يكون «إلا على جثث قوات فجر ليبيا». وفي سياق آخر، أفاد مسؤول بغرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الوطني أن الجيش استطاع أمس صد هجوم لميليشيات «فجر ليبيا» على منطقة «الجحيش» بالقرب من ككلة، مؤكدا سيطرة الجيش على غالب مناطق ومدن الجبل الغربي. وعلل المصدر تأخر تقدم الجيش بوجود أولويات إنسانية في بعض المناطق تقتضي من الجيش الانسحاب منها لترك ممرات للمساعدات الإنسانية. وفي سياق متصل، أكد مصدر طبي بمستشفى الزاوية وصول 17 قتيلا و22 جريحا سقطوا في مواجهات منطقة «الجحيش» وفي مواجهات أخرى بمنطقة شغلودة القريبة من مدينة الزاوية. (العربية)