يلتقي المنتخب البرتغالي اليوم مع نظيره التشيكي في أولى مباريات ربع نهائي أورو 2012 بعد أن تأهل الأول ثانياً في مجموعته الثانية، فيما تأهل الثاني أولاً في مجموعته الأولى. وستكون أنظار عشاق المنتخب البرتغالي مسلطة نحو نجم ريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو وما يمكن أن يقدمه في هذا اللقاء وفيما إذا كان يستطيع العبور بمنتخب بلاده إلى نصف نهائي البطولة.
بداية غير مقنعة وبدأ النجم رونالدو البطولة بشكل باهت أمام ألمانيا، ولم يستطع تقديم شيء يذكر أمام دفاعات المانشافت، وخرج فريقه خاسراً بهدف نظيف، في مباراة عانى فيها كثيراً أفضل لاعب في العالم عام 2008. واستمر أداء "الدون" هزيلاً في اللقاء الثاني أمام الدنمارك، رغم فوز بلاده 3-2، وحصوله المنتخب على النقاط الثلاث الأولى له في البطولة، بعد مباراة تفنن في إضاعة عدد من الفرص السهلة، كانت كفيلة بخروج البرتغال منتصرة بكم وافر من الأهداف، وتجنبه الضغط الذي نتج عن تعادل الفريقين 2-2 حتى آخر دقائق اللقاء.
عودة موفقة.. ولكن وعاد رونالدو إلى إمتاع جماهيره في ثالث لقاء البرتغال، وكان أمام هولندا، في لقاء مصيري من شأنه تحديد هوية الفريق المتأهل إلى دور ربع النهائي. وقدّم رونالدو أداء مميزاً، توجه بتسجيل هدفي اللقاء في مرمى المنتخب الهولندي ليخرج البرتغال منتصراً بثنائية رونالدو مقابل هدف فان دير فارت، وليمضي "برازيل أوروبا" إلى الدور الثاني. لكن أداء رونالدو رغم تميزه في ذلك اللقاء، يبدو غير كاف لعشاق النجم البرتغالي، لأنهم يعزون ذلك إلى الضعف الواضح في دفاع المنتخب الهولندي ما مكن "الدون" من تقديم لقاء مميز، سدد فيه كثيراً على المرمى، ومرر وراوغ وأمتع.
التشيك نقطة تحول وسيكون لقاء ربع النهائي فرصة مناسبة لرونالدو لإثبات قدراته لانصاره ولأعدائه على حد سواء، فرفاق بيتر تشيك، قدموا أداء جميلاً بعد الخسارة الكبيرة أمام روسيا في بداية المشوار، وكشفوا عن منتخب قوي منظم قادر على تقديم كرة جميلة، ما أهلهم لصدارة المجموعة الأولى. وسيكون رونالدو مطالباً بإعادة أدائه أمام هولندا، لكن هذا المرة أمام دفاع أكثر تنظيماً وأقوى، ما يزيد مهمته صعوبة، لكنه ينبغي عليه تجاوز ذلك كله، لأن آمال البرتغاليين معقودة على نجم الفريق في المضي قدمهاً به إلى النهائي.
البرتغال أهم من تسريحة شعرك ورغم الأداء المخيب لرونالدو في الدور الأول، إلاّ أنه لم يتناسى أناقته داخل الملعب، فقد فاجأ الجميع في لقاءاته الثلاث الماضية، بتسريحة شعر مختلفة بعد استراحة الشوطين. ويدل ذلك على عدم تركيز رونالدو على اللقاء، ففي الوقت الذي يفترض أن يكون فيه رونالدو في كامل تركيزه حول ما ينبغي فعله في الشوط الثاني، والاستماع إلى تعليمات المدرب، والخطة الفنية، يكون منشغلاً "بكريمات" شعره و"التسريحة" التي سيطل بها على معجباته في الشوط الثاني. وعلى رونالدو إذا ما أراد حقاً الإقناع والتألق، التركيز في اللقاء، وتقديم أداء مميز والصعود بفريقه إلى نصف النهائي، لأن تقييم اللاعبين يكون عبر أدائهم فوق أرضية الميدان، وليس وفقاً للمعان الشعر وجمال "التسريحة".