مازالت البطولة المحترفة تعيش بنسق متقطّع وممل ومازالت تخضع للتحويرات التي يمليها واقع البلاد المتقلّب. ولا أحد بإمكانه الجزم بأن التحوير المعلن يوم أمس في رزنامة البطولة سيكون الأخير من نوعه فقد تتبعه تحويرات أخرى تعلن في أية لحظة. أمّا إن لم يحدث ما يؤثر على هذه الرزنامة مرة أخرى، فستسأنف البطولة في الأسبوع الأخير من شهر أوت القادم. وستكون الفرق مطالبة بلعب الستة جولات المتبقية من عمر البطولة (من 25 إلى 30) وهو ما يعني نهاية الموسم في آخر شهر سبتمبر إن خاضت الفرق مباراتين في الأسبوع. "الصباح نيوز" رصدت آراء الفنيين والمسؤولين الذين انقسموا حول أطول بطولة في العالم. ونلاحظ أن الانقسام في الآراء موجود حتى داخل نفس الأندية.
زهير الخرّاط (رئيس فرع كرة القدم بالنادي الصفاقسي): الارتجال والسياسة هما السّبب كان من المتوقع ومن البديهي أن يداهمنا الصّيف قبل انتهاء الموسم وذلك بسبب انطلاق البطولة في وقت متأخّر جدّا (يوم 4 نوفمبر الماضي) رغم التزامات المنتخب الوطني ومشاركته في كأس إفريقيا للأمم ورغم ارتفاع عدد أندية الرّابطة الأولى إلى 16 فريقا في الموسم الحالي عوضا عن 14 فريقا مثلما كان الحال في المواسم الماضية. لقد كان من الأحرى بالمشرفين على حظوظ كرة القدم التونسية وبقية الأطراف تفادي أخذ المسائل السياسية وانتخابات المجلس التأسيسي بعين الاعتبار عند ضبط الرزنامة وعند تحديد موعد انطلاق الموسم حتى لا نجد أنفسنا في طريق مسدود ونضطرّ إلى توقيف نشاط البطولة لمدّة تناهز الشّهرين ثمّ استئنافه إثر عيد الفطر الشّيء الذي ستنجرّ عنه مشاكل جديدة مستقبلا وسيدخل الاضطراب حتى على رزنامة الموسم المقبل. إيقاف نشاط البطولة سيؤدّي كذلك إلى إشكالات أخرى تتعلق بالتغييرات في تركيبة الزاد البشري للأندية اعتبارا لرحيل اللاعبين وكذلك للانتدابات الجديدة خاصّة وأنه من المنتظر أن لا يتمّ السّماح للاعبين المنتدبين خلال هذه الصّائفة بتعزيز صفوف أنديتها الجديدة عند استئناف بطولة الموسم الحالي لنشاطها إثر نهاية شهر رمضان المبارك. لقد حان الوقت لوضع حدّ للارتجال الذي يؤثر سلبيا على مسيرة كرة القدم التونسية ومسيرة الأندية ويساهم بنسبة هامّة في تراجع مستوى كرتنا وإشعاعها.
المدرّب نبيل الكوكي: ليس هناك خيار آخر إذا أخذنا الجانب الفني بعين الاعتبار أعتقد أنّ انقطاع نشاط البطولة لمدّة ثمانية أسابيع غير منطقي وسيؤثر سلبيا على النسق وعلى مسيرة الأندية. كما سيؤدّي توقف المنافسات لفترة مطوّلة إلى إعادة توزيع الأوراق بخصوص حظوظ الأندية المتراهنة على لقب البطولة وكذلك تلك التي تلعب من أجل تفادي النزول لبطولة الرّابطة الثانية. وفي هذا الإطار أتساءل ماذا ستفعل الأندية التي قامت بانتداب 11 أو 12 لاعبا في حين أنّ مشاركتهم في بقية مشوار البطولة لهذا الموسم غير مؤكّدة؟ أعتقد أنّ قرار توقيف نشاط البطولة يفرض نفسه لأنّ حرارة الصّيف على أشدّها واعتبارا كذلك لاقتراب موعد حلول شهر رمضان خاصّة وأنّ اللاعبين في حاجة إلى نيل نصيب من الرّاحة في الظروف الحالية. ولا بدّ للجميع من إبداء تفهّم تجاه هذا الإجراء الذي فرضته الظروف الأمنية التي تمرّ بها البلاد والتي أدّت إلى انطلاق منافسات البطولة في وقت متأخّر وتأجيل عديد المباريات.
شاكر البرقاوي (لاعب النادي الصفاقسي): إجراء ملائم بالنسبة للاعبين من وجهة نظري يعتبر القرار الخاصّ بتوقف البطولة واستئنافها في وقت لاحق إثر شهر رمضان المبارك قرار ملائم بالنسبة للاعبين نظرا للحرارة الشّديدة وغياب النسق في الظروف الحالية وكذلك لضرورة تجنيب اللاعبين إجراء المباريات في شهر رمضان. كما أنّ توقف نشاط البطولة سيسمح لمختلف الأطراف بمراجعة نفسها وإعادة النظر في عديد المسائل حتى تسعى هذه الأطراف كل من موقعها لتجاوز الإشكالات المطروحة على السّاحة. كما سيكون بإمكان الأندية الاستعداد لعودة النشاط على جميع المستويات حتى تكون هذه العودة على أسس سليمة بعد الاضطراب الحاصل في المنافسات منذ حدوث الثورة في جانفي 2011. من جهة أخرى لا بدّ من إعادة النظر في "الويكلو" والتفكير جدّيا في عودة الجماهير إلى حضور المباريات حتى تعود النكهة للمنافسات.
محمّد كمّون
جلال القادري (مدرب النجم الخلاّدي): قرار مناسب وصف المدرب جلال القادري قرار تأجيل البطولة بالمناسب، معتبرا أنه قرار حتمي لإنقاذ البطولة لأن جميع الأطراف وخاصة اللاعبين فقدوا تركيزهم في الفترة الأخيرة حيث تنتهي عقود أغلبهم في موفى شهر جوان الحالي واللاعب يفكر في مستقبله لذلك لن يركز كثيرا على اللعب. زد على ذلك فالمباريات المتبقية نتائجها حاسمة سواء في أعلى الترتيب حيث المراهنة على اللقب بين الترجي والبنزرتي أو في أسفله حيث نصف فرق البطولة تنافس من أجل ضمان البقاء بالرابطة المحترفة الأولى. ففي فريقي النجم الخلاّدي مثلا هناك 12 لاعب عقودهم تنتهي الأسبوع القادم فكيف سيواصل الفريق نشاطه ؟ لذلك رحبت بهذا القرار.
مكرم التاجوري (مرافق فريق أكابر النجم الخلاّدي): أنا ضد التأجيل قال مكرم التاجوري أنه ضد قرار تأجيل البطولة ويرى أنه سيضر بالفريق الذي سيفقد نصف رصيده البشري تقريبا وجلهم من اللاعبين الأساسيين بسبب نهاية فترتهم التعاقدية مع النادي. وأكّد التاجوري أنه كان بالإمكان مواصلة البطولة بمعدل مباراتين في الأسبوع وتأخير توقيت اللعب إلى ما بعد الساعة الخامسة ظهرا ويمكن بالتالي اختصار 6 جولات إلى 3 أسابيع. هذا التأجيل سلبي جدا وسيضر بعدة فرق من بينها النجم الخلاّدي. وأتساءل أيضا: نحن سننتدب لاعبين من حجم ومواصفات وأسعار معيّنة على أساس أننا في الرابطة المحترفة الأولى وفي صورة نزول الفريق، لا قدر الله، إلى الرابطة الثانية فكيف سنتعامل مع الوضع ؟ إنه أمر محير جدا حسب رأيي.
محمد علي بن حمودة (لاعب النجم الخلاّدي): قرار أنقذ رؤساء النوادي يرى محمد علي بن حمودة أن القرار أنقذ رؤساء النوادي الذين يفكرون في مصالحهم لإنهاء الموسم بأخف الأضرار نظرا للصعوبات المالية لجل النوادي. وأكّد أن القرار سيدخل لخبطة على النوادي وسيؤثر على بطولة الموسم القادم. فسنجد مثلا لاعبين سينشطون 6 جولات في الرابطة الأولى ثم ينزلون مع فرقهم إلى الرابطة الثانية فهل هذا معقول ؟