قال المستشار القانوني للجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات "عتيد" عبد الجواد الحرازي ان أخطر تجاوز رصدته المنظمة خلال الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية يتمثل في عدم احترام مبدأ الشفافية والذي من أهم مظاهره منع ملاحظي المجتمع المدني من التواجد بساحات مراكز الاقتراع . واعتبر الحرازي خلال ندوة صحفية نظمتها جمعية «عتيد» اليوم الجمعة بالعاصمة لتقديم تقريرها الاولي لملاحظة الانتخابات الرئاسية تحت عنوان «ترسيخ مفهوم المواطنة رغم استمرار التنافس غير النزيه وتواصل اهتراء مبدأ الشفافية في عمل الهيئة " أن قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالتضييق على الملاحظين داخل مكاتب الاقتراع ومنعهم من القيام بمهمتهم على احسن وجه في مراكز تجميع واحصاء النتائج يعد سابقة خطيرة جدا على المسار الانتخابي وفق تقديره. وبعد ان ندد بهذا القرار الذي اصدرته الهيئة يوم 17 ديسمبر2014 والمتعلق بمنع تواجد الملاحظين في مراكز الاقتراع والذي وصفه بالاحادي والجائر والمخالف للدستور شدد الحرازي على ضرورة اعتبار مكونات المجتمع المدني شريكا فاعلا في ضمان وحماية نزاهة وشفافية الانتخابات . وأضاف ان المس من نزاهة العملية الانتخابية يعد كذلك من أخطر الخروقات التي رصدتها عتيد خلال الدور الثاني لرئاسية2014 مبينا ان هذه الخروقات تراوحت بين مشاحنات لفظية واستعمال العنف المادي في العديد من الحالات. كما رصدت الجمعية وفق الحرازي جملة من الاخلالات والتجاوزات الاخرى المتعلقة بالخصوص بخرق حق الاقتراع وحريته وسريته وعدم احترام مبدأ شخصية الاقتراع . من ناحية أخرى لفت المستشار القانوني ل»عتيد» الى أنه رغم رصد اخلالات متنوعة ذات طابع تنظيمي فان الجمعية قد لاحظت وجود تحسن واضح في الاداء اللوجستي لهيئة الانتخابات وعلى مستوى تكوين رؤساء واعضاء مكاتب الاقتراع وسرعة تدخلهم عند حصول اشكاليات. من جهتها، اعتبرت المسؤولة عن خلية التقارير بجمعية عتيد ليلى الشرايبي أن من أهم الاخلالات والتجاوزات المتعلقة بالحملة الانتخابية التي سجلتها المنظمة انطلاق الحملة قبل أوانها بالنسبة للمترشحين الاثنين بالاضافة الى تواصل اعتماد العنف في خطابهما . كما لم تخل حملة الدور الثاني، حسب قولها، من شبهات اخلالات تتعلق بالانفاق على الحملة . وأضافت أن الجمعية لاحظت مظاهر اخرى تتعلق أساسا باستغلال الاطفال والتلاميذ في الحملة الانتخابية واستعمال دور العبادة للدعاية الحزبية. كما أكدت الشرايبي تسجيل العديد من الخروقات يوم الصمت الانتخابي من قبل كلا المترشحين ومن بينها الابقاء على اللافتات والمعلقات الاشهارية في عديد الاماكن وفي كل الدوائر الانتخابية ووجود كتابات على الجدران تهدد باستعمال العنف. ورفعت جمعية "عتيد" في ختام الندوة الصحفية جملة من التوصيات للهيئة العليا المستقلة للانتخابات تتعلق بالخصوص بضرورة القيام بعملية تدقيق شاملة في السجل الانتخابي ومراقبة تمويل الحملة الانتخابية بصرامة والامتناع عن اتخاذ اجراءات من شانها المس من مبدأ شفافية ونزاهة العملية الانتخابية وخصوصا تلك التي تعرقل عمل ملاحظي المجتمع المدني فضلا عن مراجعة القانون الانتخابي والقانون المنظم للهيئة لسد الثغرات الموجودة فيهما . يذكر ان منظمة عتيد قد سخرت 4555 من الملاحظين المعتمدين تم توزيعهم على كامل تراب الجمهورية وفي كافة الدوائر الانتخابية بالخارج للقيام بمتابعة جميع مراحل العملية الانتخابية من تقديم الترشحات الى غاية الاعلان عن النتائج الاولية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية