يزور رئيس حركة النهضة ، راشد الغنوشي، الجزائر خلال الأيام القليلة المقبلة، يلتقي خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهي الزيارة الخامسة للغنوشي منذ نوفمبر 2011، والأولى بعد نهاية المرحلة الانتقالية في تونس. وقال مصدر مسؤول في حركة النهضة في تونس، إن راشد الغنوشي يستعد لزيارة الجزائر بدعوة من الرئيس بوتفليقة، لبحث الأوضاع في تونس بعد نجاح المرحلة الانتقالية في البلاد، وآفاق دعم الجزائر السياسي والاقتصادي للحكومة الجديدة في تونس التي تعد النهضة شريكة فيها، وكذا لبحث الوضع المتأزم في ليبيا. وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، إلى الجزائر الأربعاء الماضي. ويعتزم الغنوشي، خلال زيارته، تقديم الشكر للرئيس بوتفليقة والجزائر على الدعم والمساندة التي حظيت بها تونس وحركة النهضة خلال المرحلة الماضية، خاصة وأن الجزائر ظلت مصرة على إشراك النهضة في أي حكومة أو مسار سياسي في تونس، كشرط لتحقيق الاستقرار، وهو ما عبر عنه بوضوح الرئيس الباجي قايد السبسي في حواره الأخير مع "الخبر"، حين أعلن أن الحكومة الجديدة في تونس بقيادة الحبيب الصيد، كانت محسوبة بضوابط داخلية وبحسابات خارجية دقيقة. وتعد هذه الزيارة الخامسة للشيخ راشد الغنوشي إلى الجزائر منذ عودته إلى تونس وسقوط نظام الرئيس بن علي، بعد أول زيارة قام بها في نوفمبر 2011، وفي نوفمبر 2013 استقبل الرئيس بوتفليقة رئيس حركة النهضة التونسية، وكان قد استقبله قبلها بشهرين في شهر أوت من نفس السنة، بعد عودة الرئيس بوتفليقة من رحلة علاج طويلة قادته إلى مستشفى "فال دوغراس" بباريس، وتزامنت مع زيارة قام بها رئيس حركة نداء تونس، الباجي قايد السبسي، إلى الجزائر، في اليوم نفسه، وجرى الحديث عندئذ عن وساطة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بين الغنوشي والسبسي الذي أصبح رئيسا للجمهورية، ساهمت في إنجاز التوافق السياسي بين الطرفين، وفي إنجاح المسار الانتقالي في تونس، والذي انتهى إلى انتخابات برلمانية ورئاسية أنهت المرحلة الانتقالية في البلاد. ويعتقد مراقبون أن الرئيس بوتفليقة، الذي تربطه علاقات شخصية خاصة مع رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، منذ عقود، يحاول دفع الغنوشي إلى استغلال علاقاته ببعض الأطراف الفاعلة في ليبيا من أجل إطلاق وساطة وحوار بين أطراف الأزمة في ليبيا، تجنبا لتعقيدات داخلية قد تدفع باتجاه تدخل أجنبي في ليبيا. وفي أوت الماضي، زار الغنوشي الجزائر، وكشف أن "الرئيس بوتفليقة دعاه إلى الجزائر للتباحث حول الأزمة الليبية والأوضاع في المنطقة وتجنيبها الأخطار المحدقة بها". وأشاد الغنوشي حينها "بموقف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الرافض لأي تدخل خارجي لحل الأزمة السياسية والأمنية التي تمر بها الشقيقة ليبيا وتأكيد الحوار سبيلا وحيدا لحل المشكلات.