يبدو أن الديمقراطية التشاركية بدأت في أخذ طريقها شيئا فشيئا للتطبيق في تونس، وفي الوقت الذي تنتظر فيه تونس موعد الإعلان عن انطلاق السباق الانتخابي للانتخابات البلدية أواخر هذا العام، بدأ نسيج من المجتمع المدني في التفكير لارساء قواعد هذه الديمقراطية التشاركية وإرساء قيم المواطنة من خلال حقوق كل مواطن في متابعة نشاطات تمثيليته المحلية والمتمثلة بالأساس في البلدية، والقيام بواجبه إما في الرقابة ومن خلال قوة المقترح الذي يمكن أن يشكل حلولا لكل المشاكل التي يمكن أن تعيشها منطقته، كما تشكل حلقة وصل ورجع صدى تربط بين المواطن والمسؤول المحلي. ومن خلال هذا التأطير النظري لأهمية الاتصال في ابداء الرأي والمراقبة من المواطن والمسؤول، تم اليوم توقيع إتفاقيّة شراكة بين شركة "أورنج تونس" ومؤسسة "أورنج للأعمال الخيّرية" ومنظمة "البوصلة"، حيث أشرف على توقيعها كلّ من المديرة التنفيذيّة لمؤسسة أورنج للأعمال الخيّرية ووزير الثقافة السابقة كريستين ألبنال، والأمينة العامة لمؤسسة أورنج للأعمال الخيّرية بريجيت أوودي والمدير العام لأورنج تونس ديديه شارفيه ورئيسة منظمة البوصلة أميرة اليحياوي. ولم يقتصر الحضور على هذين الطرفين بل حضر أيضا كل من المدير العام للجماعات العموميّة المحليّة بوزارة الداخليّة مختار الهمامي، ورئيس مجلس الإدارة لأورنج تونس مروان المبروك، ونائب رئيس مؤسسة شيراك للسلام والقيم النبيلةكلود شيراك، والتي كانت مؤسسته قد منحت رئيسة منظمة البوصلة جائزة مؤسسة شيراك للوقاية من النزاعات بالشراكة مع مؤسسة أورنج للأعمال الخيّرية، وهو ما جعل أورنج تونس تدعم هذه المنظمة غير الحكوميّة من خلال مرافقتها على تطوير مشروعها على الهاتف الجوّال والأجهزة اللوحيّة، عبر تطبيقة "البوصلة" والتي تهدف أساسا إلى تقريب المسافة بين البلدية والمواطن، والتي سيتمّ إنجازها بمركز أورنج للتطوير على أن يكون موعد إطلاقها خلال شهر ماي 2015، لتشمل تغطية نشاط 264 بلدية تغطي كل التراب التونسي، تعمل على وضع كل المعلومات والمعطيات المتعلقة بأنشطة البلدية على ذمة المواطنين بطريقة واضحة ومحينة. وحول تتويج اليحياوي بجائزة مؤسسته قال شيراك "إنّ تتويج أميرة اليحياوي بجائزة شيراك للوقاية من النزاعات هو تقدير للمجهودات المبذولة لمراقبة مسار الديمقراطية في تونس، وسيساهم هذا التتويج حتما في تعزيز عملها وكذلك عمل منظمة البوصلة لخدمة الديمقراطيّة في تونس". وتتضمن الاتفاقية نقطة مهمة يجب التأكيد عليها والمتمثلة أساسا في توفير أورنج تونس ومنظمة البوصلة على ذمة كلّ بلدية جهاز لوحي مرتبط بالأنترنات ومتاحة مجّانا لكل مواطن تساعد على استخدام الموقع الإلكترونيmarsad.baladia.tn ، والذي يغطي حاليا نشاط 89 بلدية. يذكر أن منظمة البوصلة شرعت منذ جانفي 2014 في رصد نشاط البلديات من خلال مشروع مرصد بلديةmarsad.baladia.tn ، وقد اعتمدت المنظمة في عملها على حق النفاذ إلى المعلومة وذلك قصد تقديمها للمواطن على شبكة الأنترنات بطريقة واضحة ومحينة. وقالت اليحياوي حول هذا المشروع "إذا قلنا لكم قبل الثورة، أن كل مواطن تونسي يمكن من خلال الهاتف الجوّال أو عن طريق جهاز لوحي المشاركة في اتخاذ القرارات البلدية، ستكون اجابتكم بأنّنا مثاليين، لكنّ اليوم، وذلك بفضل عمل جمعية البوصلة ودعم شركة أورنج تونس، تحوّل هذا الحلم إلى واقع ملموس ". ومن جهتها، قالت المديرة التنفيذيّة لمؤسسة أورنج للأعمال الخيّرية ووزيرة الثقافة الفرنسية السابقة كريستين ألبنال "بعد مرافقة المشاريع التربوية في تونس برنامج التكوين المجّاني والموجّه عبر الانترنات لتعلّم اللّغة الفرنسيّة لفائدة الطلبة التونسيين وبرنامج التربية الرقمية الموجّه لتلاميذ المدارس الإبتدائية، نحن فخورون بالمساهمة في هذا المشروع الرّقمي الجديد الذي يسمح لكل الشعب التونسي من النفاذ إلى المعلومة المتصلة بنشاط البلدية". ومن جهة أخرى قال المدير العام لأورنج تونس ديديه شارفيه " مرّة أخرى تكون أورنج تونس في قلب الحدث وتضع خبرتها ومعرفتها وابتكاراتها التكنولوجيّة في خدمة التنّمية، واليوم بصفة خاصّة في خدمة المشاركة المواطنية في الحياة العامة.