تحدث وزير الدفاع الليبي السابق أسامة الجويلي مشهدا خيفا عن الوضع الأمني في ليبيا، البلد الذي شبّهه بأحوال التي مر بها الصومالوالعراق وأفغانستان. وأكد وزير الدفاع " أن قوات "فجر ليبيا" وحفتر اللذين يتصارعان مع بعضهما غير قادرين على مواجهة التنظيمات الإرهابية، وأشار إلى أن خطر "داعش" سيطال الجزائر ودول الجوار. واعتبر أن الوضع خطير ومتأزم للغاية في ليبيا وأن هنالك انفلاتٌ أمني غير مسبوق في البلاد، وكل ما يحدث حاليا هو نتيجة طبيعة لاستخدام القوة في غير محلها، وهو نتيجة طبيعة لتمدد الجماعات الإرهابية، لأن ليبيا قد تحوّلت إلى بيئة خصبة وملائمة لانتشار الإرهاب والتنظيمات المتطرفة على اختلاف تسمياتها وتركيبتها البشرية والقادمة خاصة من خارج البلاد. وأضاف أن الدولة الليبية كانت في طور التكوين وبناء منظمة متكاملة سواء من الناحية السياسية أو الأمنية، لكن جرى الإطاحة بالمنظومة العسكرية والأمنية وتفكيكهما كلية، والنتيجة انتشارٌ للسلاح وعدم قدرة الأجهزة الأمنية المتبقية على ضبط النظام العام، وعدم وجود جيش قوي من شأنه ضبط الحدود، والمحصّلة دخول العشرات من الإرهابيين، إذن نحن أمام فشل في تكوين الدولة. واعتبر الوزير أن فجر ليبيا وقوات حفتر هي مجرد مليشيات ليس إلا، وغير قادرة على ضبط العملية الأمنية سواء داخل المدن أو على الحدود، والأخطر من كل هذا أن الطرفين في صراع كبير واقتتال، الأمر الذي شجع على زيادة وانتشار واستقواء الجماعات الإرهابية. ولاحظ الوزير أن التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا ستكون عواقبه وخيمة دون تنسيق اقليمي أو عربي ولا أمل في نجاحه، بل من شأنه أن يؤزّم الوضع أكثر فأكثر، حتى ولو كانت غايته المعلنة محاربة التنظيمات الإرهابية في ليبيا، لكن أن يتم دون تنسيق مع الجهات الداخلية في ليبيا. وقال وزير الدفاع الجزائري أن دول المنطقة كالجزائر وتونس ومالي، رغم أنها عانت من ظاهرة الإرهاب، لكن هنالك جيشاً، ولهذا لم تستطع التنظيمات الإرهابية مقارعة الدولة والجيوش النظامية، لكن ليبيا الآن يحدث لها ما حدث في العراق وأفغانستان والصومال، هنالك انهيار تام للمنظومة الأمنية، وعندما تغيب الأجهزة الأمنية على اختلاف تشكيلاتها سيكون المكان متاحا للتنظيمات الإرهابية. وفي ذات السياق قال الوزير أن خطر "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتمركزة في ليبيا، خطرٌ حقيقي على الجزائر نتيجة للعوامل الجغرافية؛ فالبلدان حدوديان، وغياب منظومة أمنية في ليبيا على الحدود يؤزم الوضع، وخطر "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى لا يشمل الجزائر فقط، بل جميع دول الجوار.(الشروق الجزائرية)