تراهم سكارى وما هم بسكارى في ليلة صاخبة ( الأحد 15 جويلية) بأتم ما تحمله الكلمة من معاني لحوالي 7 آلاف متفرجا لم يتجاوز معدل أعمارهم ال 20 سنة أتوا للاستمتاع بغناء و موسيقى و حركات مغنى الراب Algérino في اطار مهرجان بنزرت الدولي. هذه الشريحة من الشباب الذي تحمّل عناء الانتظار في صفوف طويلة منذ الساعة السابعة مساء أمام فضاء مسرح الهواء الطلق ببنزرت لحفل لن يبدأ إلاّ مع العاشرة و النصف ليلا يؤكد بما لا يدعو للشكّ مدى تعلق هذا الشباب بهذا النّوع من الغناء و مدى عشقه للمغني Algérino. انطلقت السهرة - بحضور مكثف للإطارات الأمنية و طواقم الحماية المدنية و أخذت كلّ الاحتياطات الضرورية حتّى لا يحصل أي انفلات أمام شباب يتقّد حماسة و اندفاعا و أيضا بالتلويح بالأعلام التونسية و الجزائرية – و ذلك في حدود العاشرة و النصف لتتواصل حتى بعد منصف الليل بنصف ساعة من الزمن لم يعتل الركح خلالهاAlgérino إلاّ بعد ساعة تقريبا من انطلاق موعد الحفل وسط حراسة مشدّدة من معاونيه حيث استقبله عشاقه بهستيريا من الصياح و الصراخ و التصفيق و التصفير و إضاءة الهواتف المحمولة ممّا جعل المدارج مثل السماء بنجومها المضيئة و بدرها كان المغنيAlgérino الذي ألهب الشباب منذ الوهلة الأولى بأغانيه السريعة الايقاع و حركاته و تنقلاته و خطاباته الموجهة للجمهور من حين إلى آخر مستغلا اندفاع الشباب و عشقهم ليمرر طورا فكرة عن ألبوماته و طورا آخر عن حبه للمغرب العربي الكبير دون استثناء أو للحديث عن بعض المناطق ببنزرت التّي يعرفها تمام المعرفة مثل مدينة منزل جميل و منزل عبد الرحمان و رفراف وغيرها من الجهات. في هذا الحفل الاستثنائي بكلّ المقاييس تخلّص الشباب الحاضر من كلّ القيود و العقد و ترك العنان لحناجره لتعلو أحيانا بالغناء فوق صوت Algérinoو بالرقص لتتفتّق معها كلّ المواهب الظاهرة و الكامنة و بالتمايل و الانحاء و الوقوف و النزول و التلويح بالأيادي و كأنّ الشباب أصابهم مسّ من الهستيريا وسط الموسيقى و الغناء للساحرAlgérino حيث أمطرهم بالعديد من أغانيه التّي لم تزد الشباب إلاّ حركية وصياحا و اندفاعا ممّا دفع الطواقم الأمنية للتحرك للفصل بين الشباب و مغنيهم و من الأغاني التي ألعبت السهرة نذكر منها ما يلي « Mentalité pirate » و « effet miroir » و « sur la tete de ma mère » و « Aigle royal » و « les Menottes » و هذه الأغنية الأخيرة كادت أن تكون سببا في انخرام النظام أمام تدافع الشباب و اقترابه من الركح خاصة مع نزول المغني من المنصة و التحامه بالجمهور و من ألطاف الله أن مرّ كلّ شيء بسلام لتختتم هذه الحفلة الشبابية بندوة صحفية مع النجم Algérino و اسمه الحقيقي سمير جغلال و هو من مواليد 1981 بمدينة مرسيليا بفرنسا و هو من أصل جزائري و قد أصدر أوّل ألبوم له سنة 2005. فقط نشير في ختام هذه التغطية لننوه بأخلاق شبابنا و قيمه و أخلاقه بدليل أنّي قبل ليلة من هذا العرض أضعت حافظة كل ّأوراقي الرسمية بفضاء المهرجانو لكني استرجعتها من الغد بعد أن عثر عليها أحد الشباب و هو المدعو حمزة دالي و هو عضو بلجنة التنظيم التابعة للمهرجان و بالمناسبة أرفع له شكري الكبير لحسّه الأخلاقي و إلى إدارة المهرجان التّي هاتفتني لإعلامي بالعثور على حافظة أوراقي و تونس مازال فيها الخير.
