بأسلوبه الاستثنائي و بصوته الاستثنائي أيضا و بطريقة تقديمه لأعماله الفنّية زلزل الفنان حسّان الدوس في سهرة السبت ليلا مسرح الهواء الطلق ببنزرت كلّ الجمود و رجّ كلّ نفس مستكينة مهما كانت شريحة العمر الذي ينتمي لها الحضور الذي تابع سهرة الدّوس رغم عدم تجاوز عدد المتفرجين ال 6 آلاف. كانت سهرة استثنائية بأتم ما تحمله الكلمة من معاني حيث حضر الجوّ الفرجوي البهيج الذي أضفاه هذا الفنان الاستثنائي بحركاته التي لا تهدأ و بتغيير ملابسه بيت أغنية و أغنية و بالاتقان الكبير الذي صاحب العرض خاصة على مستوى الإضاءة و القدرة الفائقة في توظيفه لصالح العرض وتوزيع عناصر الفرقة على الركح و أيضا في اختياره للقطع التّي غنّاها بما حباه الله من قدرات صوته و كانت البداية مع " طاير طاير" و أغنية ثانية مهداه للأم بعنوان " سعد سعود " ف " سمار يا سمار " و " bella ciao " ( بالاّ تشاو ) التّي تفاعل معها الجمهور العريض و رقص على إيقاعاتها و ردّد معه كلماتها لتأتي أغنية " قالو لي روّح" لتنسيني في التي قبلها كيف و هي التّي أشعلت نيران المدارج حماسة فأضحت الجماهير كالبحر الهادر حراكا و تمايلا و تلويحا بالأيادي و ترديدا لها لتليها " أم الزّين الجمالية" بتوزيع و ثوب جديدين تقبّله الجمهور بالتصفيق و الاستحسان .و أيضا أغنية " يا شيخنا يا براني" فضلا عن تأديته لأغاني أخرى بلغات أجنبية.. كلّ هذه الأغاني كانت تقدّم في شكل لوحات راقصة مع مجموعته الشبابية التّي أضفت على العرض الكثير من الجمالية و الشو الفرجوي و هذا يحسب لهذا الفنان الذي يعطي الفرصة لشبان صغار ليعتلوا معه مسارح مهرجانات كبرى على غرار المهرجان الدولي ببنزرت و هذا في نظرنا نكراتل للذات و اعترافا بقدرات الآخرين و للحقيقة أيضا أبدع هذا الشباب في التجسيد الجسماني و حركاته الرشيقة التّي جعلت من عروض الدّوس عروضا متكاملة و استثنائية بعيدة عن النمطية المعهودة و الأسلوب العادي بل أعطى الفرصة لطفلتين و لبّا رغبتها للغناء معه وهما علياء و لينا من بنزرت التّي ابدعتا بصوتهما الطفولي الرقيق و المؤثر ممّا افتك اعجاب الحضور تصفيقا و تهليلا و صياحا. ما يمكن أن نختم به هذه التغطية و أنّ هذا الفنان حسان الدوس هو فنان استثنائي له طاقة صوتية استثنائية عرف كيف يوظفها في اطار تشجعيه للشباب الذي يتقّد حماسة عبر اعطائهم الفرصة للمشاركة معه و هذه ميزة ثانية لهذا الفنان المتفتح على كلّ الأجيال بعيدا عن الحسابات الضيقة و هذا هو الفنان و كما ختم هو حفلته متوجها للجمهور بالقول " نحن من دونكم ما نسوا شيء و ربي يخليكم ليّا " و نحن أيضا نقول له و ما أحوج الوطن لفنانين مثل حسّان الدّوس الذي يقدّم الفن للفن حبا في الفن و حبا في جماهيره مجتهدا و مستنبطا و مستحدثا الأساليب الجديدة في عروضه و سيكون له شأن كبير في عالم الفن و الغناء و " الشو" الغنائي. فقط الفنان حسّان الدّوس أشعل نيران محبيه و لم يطف سعيرها المتأججة بالنظر لرغبة الجمهور في مواصلة الحفل و لكن منتصف الليل كان فاصلا و انتهت حفلته و لم تنته رغبة الحضور الذي يشف غليله من نوعية مميّزة للغناء و كأنّه بقول هل من مزيد....