أمام حوالي 6 آلاف متفرجا تقريبا حضرت المغنية الجزائرية المتعددة الاختصاصات في مجال الغناء بمعية عنصرين فقط، عازف على آلة العود و آخر على الدربوكة لتبدأ عرضها الموسيقى بتحية الحضور الذي بادلها التّحية و كأنّه متعطش للون غنائها و تنوعه و ينتظر سهرتها بفارغ الصبر.و على عكس العروض الموسيقية كانت السهرة في جوّ رومانسي موسيقي كبير غاب عنه الصراخ و الموسيقى الصاخبة و حضر بدله الهدوء و الألواء الموسيقية المختلفة و لم تغادر الفنانة سعاد ماسي كرسييها إلاّ لتقف لتحيّ الجمهور الذي استمتع بالطبق الشهيّ و المختلف و المتلون الموسيقات الذي قدمته له و كأن الجمهور غير الجمهور الذي نعرفه حيث كان طيلة العرض ينصت باهتمام وبصمت و هدوء و لا يصفق إلاّ متى انتهت القطعة الموسيقية التي ابتدأتها حتى لا يحرم نفسه من الاستمتاع لا بكلمات الأغاني فقط و أيضا بالألحان المميّزة و التلحين الراقي. على امتداد ساعتين غنّت سعاد ماسي فأبدعت و أقنعت و تحكمّت في ردود فعل الجمهور الذي أذعن أمام الكلمة الحلوة و اللحن الجميل عمّا تعوّد عليه في بعض العروض الأخرى ومن هذه الأغاني نذكر : غير انت –آش ادّاني – راني رايحة– يا قلبي –حورية – يا مّا – حياتي – و إلاّ أكثر – بلادي –رواي– و غيرها من الأغاني. وأيضا ما ميّز السهرة عازف الإيقاع الذي أضفى على السهرة مسحة جميلة للقدرة الفائقة التّي أظهرها على العزف على الآلات الايقاعية و خاصة " الدربوكة " فقد أمتع الحضور بعزفه عليها و جعله يتمايل و يرقص على ايقاع نغماتها السلسة و الهادئة أحيانا و الصاخبة و المتسارعة أحيانا أخرى. لنختم بالقول و أنّ عرض سعاد ماسي يمكن وصفه بسهرة الفن الراقي و الموسيقى الجميلة و سهرة الاقناع و الامتاع كيف لا و سعاد ماسي هي مهندسة مدنية في أصل تكوينها و قد نجحت في هندسة عرضها طولا و عرضا و تحكمت في كل ردهاته كما يمكن وصف عرضها بعرض ما قلّ و دلّ بحكم أنّ عناصر فرقتها لم تتجاوز ثلاثة أفراد بما فيهم الفنانة سعاد ماسي إضافة إلى عازف العود و عازف على آلة الايقاع. فشكرا لإدارة المهرجان على هذا الاختيار الموفّق. فقط ندعوها إلى إعادة النّظر إلى حسن التنظيم و توعية الأعوان المشرفين على ذلك حتّى لا تتّم إهانة الإعلاميين بطرق يندى لها الجبين كحرمانهم من أخذ صور للعرض تحت تعلّة التعلميات أو منعهم من الدخول إلى بهو إدارة المهرجان لأخذ كلمة من ضيوف السهرة أو حصرهم في زاوية لا يمكن معها التحرك أو القيام بواجبهم الإعلامي.