كعادته و الابتسامة لا تفارق محياه و في أول ظهور له البارحة الخميس 2 أوت 2018 على مسرح الهواء الطلق ببنزرت - معلنا عن بدء عرض مسرحيته " المكي و زكية " - التمس النّهدي من حوالي 9 آلاف متفرجا، أتوا لمتابعة مسرحيته الهزلية، التزام الهدوء و حسن الاصغاء باعتبار المدّة الزمنية للمسرحية عموما و تأثير الارهاق للفعل المسرحي لتشعب الشخصيات المركبةللمكّي وزكية و أيضا لم يخف النّهدي سعادته بهذا الحضور الكبير للجمهور. بقطع النّظر عن مضمون المسرحية التّي كتبها و أخرجها القدير المنصف ذويب و بقطع النّظر عن إعادتها ببنزرت لأكثر من مرّة نؤكد و أن " المكي و زكية" لا و لن يملّها الجمهور لعدّة أسباب لعلّ أهمّها قيمة النّص و الأداء المتميز للكوميدي لمين النّهدي وذكائه الذي دفعه إلى تحيين هذه المسرحية حتّىتتلاءم مع بعض المستجدات على الساحة الوطنية بإضافة بعض المواقف و اللقطات المرتجلة بطريقة ذكية تخرجها من الرتابة لمن شاهدها أكثر من مرّة. المهم و أنّ الجمهور و على مدى حوالي ساعتين من الزمن كان في حالة انتشاء و ضحك حيث انتزع لمين النّهدي الابتسامة من أعماق قلوب المتفرجين بعيدا عن التهريج و الكلام البذيء أو الاستعمالات التّي لا تمت للفعل المسرحي بصلة ممّا مكّن العائلات لاصطحاب ابنائهم لهذا العرض " العائلي" بل كانت الابتسامة هي القاسم المشترك بين كلّ الحضور الذي تجاوب مع المسرحية بالهتاف و الضحك و التصفيق حيث كان لمين النّهدي بحنكته و تجرته الطويلة متحكما في كلّ ردهات المسرحية و فصولها. و هذه مرّة أخرى يتأكد معها و أنّ المسرح وسيلة ترفيه و تثقيف لا استجداء للضحك الساذج عبر قواميس البذاءة التّي عشناها مع بعض المسرحيات من نوع " وان مان شو" و لذلك أيضا حافظ لمين النّهدي على تاج ملك الكوميدي الأوّل الذي لا يخدش الذوق العام و لا ينزل بالفن الرابع إلى مستوى الضحالة.