عودي إلي ، عودي إلى قلبي الحزين ، و جففي دمعه الرقراق ، عودي ، وجددي معي " أرقّ العهود " ... و ازرعي من جديد أشواقي ... ... شحب الوجه ... و نضب نبع البصر ، و اضطرب القلب ، وضاع تركيز عقلي ، و ضاقت " دنيا العشق أمامي "... و ذابت صخرة الصبر تحت أ قدامي !! لم أعد أعي ... لم أعد أفرّق بين الغسق و الفجر و الشروق و الغروب ... اختلطت عليّ ..أمور الحياة السعيدة..وآحلولكت أمامي كل المسائل وكل الدروب..عودي إليّ.. عوديني ... عودي جسما ... به كنت ... مولعة !! حتى أنّك " صنمته " من شمع في بيتك الجميل ... لتعبدينه !! عودي بسمة كنت تزيلين بها تعب السنين ووجع أيام الطفولة و الصبا و الشباب ، عودي ... فكرا وقادا ... كان لك منارة ... و فرقدا ... في متاهات عهد الدراسة !! عودي ... قمرا ... كنت تسهرين به و معه ...في أحلك ليالي العشاق !! عودي شمسا .. كنت تشرقين معها ، حالمة ، زاهية ، جميلة ، رائعة ، فاتنة ، جذّابة ، وتنامين مع غروبها على رقصات أحلامك الوردية !! عودي هزبرا ... كان يحميك من غدر النمور ... و هول السباع ... و صحاري الضياع !! عودي ... قيثارة حبك ... التي كانت تعزف لك " أعذب " ألحان قلوب المتيمين بحبّ الوئام و الوفاء و السلام و السكون و الهدوء ... و الأمان .. ... عودي قلبا ... أصابه الوهن ... و تكدست عليه أطنان المحن ....و تكلست شرايينه ... و صار الدّم به ... ماء ساخنا ... و أعصابه من شجن !! عوديني !! و أعيدي لي محراب حبّي و صومعة أشواقي ! أعيدي صومعتي إلى بئري العميقة ... و دعيني أتدرج في النزول على الحبال الرقيقة ... لأعبّ من عيون كوثر " الحب " حتى الثمالة ... أعيدي لي : بسمتي السّاحرة و جاذبية لغوي .. أعيدي لي تاريخ شبابي و عنفوانه !! أعيدي لي ... ريشة كانت تخط لك أحلى القصائد العاطفية على رقائق سمعك الخفاق ... أعيدي لي مدادي العنّابي !! الذي كنت أغمّس فيه ريشتي ... و كنت به أرسم على خصريك أحلى رسوم العشاق !! أعيدي لي نبض قلبي فمنذ هاجرتني توقفت جميع حركاتي أعيدي لي ذاكرتي ... فبعد جفائك ... احترقت جميع دفاتر أشعاري ... و دفاتر أفكاري ... و حصون أسراري !! أعيديني إليك يا قلبي.. يا نبضي.. يا سري الدفين !! أعيدي لي قلبي ، أعيدي قلبك لقلبي ....... !! أعيدي لي حياتي ... و ثورة حبّي المبين !! أعيدي لي الحياة ثانية و ليغفر لك ربي !!