ليلة الجمعة كانت ليلة من ليالي الله بحق لقد اكتظ المقام الشاذلي برواده الذين تنادوا لشهود ختم الموسم( وكان لما نشر في الصريح اون لاين مشكورة مأجورة دوره في الابلاغ والاعلام كما كانت ولاتزال دائما) وغصت الممرات المؤدية اليه بالسيارات الى الباب الخارجي لمقبرة الزلاج وضاق المقام بالزوار بين جالسين ومن هم وقوف لقد جاؤوا كبارا وصغارا من كل الفئات من العاصمة ومن الاحواز. من تعودوا الحضور ومن جاؤوا لأول مرة بل هناك من جاء من فرنسا حيث توجد جماعات عديدة من الشاذلية من تلاميذ المنعم الشيخ مصطفى فلسان رحمه الله الذي اهتدى على يديه العشرات من الارويين وكان لا يغيب سنويا على المقام الشاذلي منذ اوائل ستينات القرن الماضي مصحوبا بصفوة خيرة من تلاميذه ويواصل اليوم ابنه الاستاذ محمد فلسان التردد على تونس ويأتي اليها مصحوبا بأفراد اسرته وتلاميذ والده كانت ليلة الجمعة ليلة ختم موسم الزيارات السنوي للمقام الشاذلي ليلة مشرقة منورة بختم القران وما تلاه من ادعية خاشعة امن الحضور على ادعية صاغها امام جامع الزيتونة ومفتي تونس الشيخ الفقيه محمد بن عرفة رحمه الله( الذي يوجد ضريحه على مقربة من المغارة التي طالما اعتكف فيها الايام العديدة في خلوة روحية وعلمية لمس اثارها فيما فتح الله به عليه من فقه في الدين مصداقا لقوله جل من قائل( اتقوا الله ويعلمكم الله)) لقد كانت ليلة الجمعة في المقام ليلة من ليالي الله بشهادة كل من حضر ذكرتهم بسنوات خوال كانت ليلة الختم يكاد لا يغيب عن شهودها الا اقل القليل من اهل تونس( علماؤها ووجهاؤها وولاة امورها فضلا عن روادها الذين لا يملكون عدم شهود ما يدور في رحابها على مدار السنة عاد ليلة الجمعة المقام الشاذلي الى سالف اشراقه وانواره وتجلياته التي فقدها في السنوات الماضية التي شهدت زحفا على مقامات الصالحين من طرف شراذم من المعتدين الذين لم يسلم من اذاهم لا الاحياء ولا الاموات فاحرقوا واتلفوا وهدموا معالم ظلت على مدى مئات السنوات ملاذا للفارين بدينهم الى هذه الاماكن الطاهرة فنغصوا عليهم صفاءهم وسكينتهم واطمئنانهم وقع ذلك لزوايا سيدي بوسعيد والسيدة المنوبية وسيدي عبد القادر بمنزل بوزلفة اين تم ازهاق نفس بشرية بريئة ظلما وغدرا وعنوانا وتحت ستار محاربة الشرك وحماية عقيدة التوحيد لا لذنب الا لان هذه النفس المؤمنة سبلت حياتها لخدمة معلم عريق من معالم تونس دخلت عن طريقه القادرية ليس الى ربوع تونس فقط بل الى شمال افريقيا وبلدان ما وراء الصحراء لئن لم تتعرض المغارة والمقام الشاذلي الى اذى يذكر مثل شقيقاتها بقية المعالم الروحية العتيدة الا انها تاثرت شيئا ما بما عاشته البلا د من انفلات امني بعد14جانفي ( ووقع هذه الاعتداءات الاثمة على مرأى ومسمع الهيكل الحكومي المشرف على الشان الديني في تواطئ منه مع هؤلاء المعتدين وانعكس هذا الوضع الذي مرت به البلاد على ما يدور في المقام والمغارة من فعاليات ولكن (وهذا من فضل الله على بلادنا ) العمل الشاذلي ولو لأسبوع واحد والحمد لله على ذلك كانت ليلة الختم بالمقام الشاذلي ليلة من ليالي الله اعادت لتونس اشراقها وجمالها وروحانيتها وصفاءها وذهب والحمد لله الهم والغم الى غير رجعة ان شاء الله لقد تليت احزاب ابي الحسن( حزب البحر وحزب الايات وحزب البحر ووظائف الختم) وهي ادعية وتضرعات لا نظير لها في البلاغة والعمق الروحي والتجليات الالهية التي اوتيها الامام الشاذلي رضي الله عنه لقد امن الحضور المكثف على تلك الدعوات التي ختم بها الشيخ حسن بن حسن شيخ المقام حفظه الله ورعاه ونظم هذا المشهد سدنة سبلوا اعمارهم على خدمة المقام والمغارة على راسهم الشيخ فتحي دغفوس امده الله بالصحة والعافية والذي بدت عليه علامات السعادة والراحة والسرو ربان وفقه الله واخوانه الى البدء والتمام لفعاليات الموسم لهذا العام والذي سيتوج كالمعتاد بزيارة لسيدي الشريف بحلق الوادي يوم الخميس القادم وزيارة سيدي بوسعيد يوم السبت الذي يليه الغائب البارز هو وسائل الاعلام المسموعة والمرئية التي تتجاهل مثل هذه الفعاليات فلا تعطيها ادنى التفاتة بينما نراه تسارع بالإعلام والتغطية لما هو دون مايجريفي المقام والمغارة ان المقام والمغارة معلمان من اهم المعالم الدينية في بلادنا بل قل من اهم المعالم على مستوى العالمين العربي والاسلامي ولو كانا في بلد اخر لوقعت الاستفادة منهما اوسع استفادة ولكان ما يدور في رحابهما نقطة جذب روحي عالمي انها تونس لا نقول في حقها ما يؤلم ما شهده المقام ليلة الجمعة بمناسبة ختم موسم الزيارة اسقط مقولة انتشار وازدهار(المد السلفي) في ربوع تونس الاشعرية المالكية الجنيدية تونس سحنون وابن ابي زيد القيرواني وابن عرفة وابن عاشور. تونس الوسطية والاعتدال والتسامح على الجميع ان يراجعوا انفسهم ويضعو ا في الاعتبار هذه الخصوصيات اذا كانوا بحق يريدون لتونس ان تظل كما كانت عبر تاريخها المديد ولله الامر من قبل ومن بعد والى الله ترجع الامور …