"قراءة هادئة في بيان الرعب حول الاصلاحات الموجعة .. الحكومة في ركاب صندوق النقد الدولي" و"النهضة والنداء واتحاد الشغل ويوسف الشاهد ... الكل يسابق الوقت ... مخاوف التأجيل وخشية الاخ العدو والحرص على النجاة لعنة 2019 تلحق الجميع" و"تونس والحاجة الى ميثاق وطني جديد" و"الجميع يقرون بخطورة الازمة ويتمسكون بمواقفهم المتضاربة .. من سيمتلك شجاعة التنازل؟" و"لكل أزمة حل فلا تخربوا البلاد"، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة. أشارت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، الى أنه في الوقت الذي تجني فيه حكومة الشاهد الرضا والارتياح من قبل خبراء صندوق النقد الدولي يتقبل المواطن صدمات قصف ارتفاع أسعار المحروقات والحديد والمواد المدرسية وصدمات قصف منتظرة أعلن عنها خبراء الصندوق في بيانهم الاخير الذي تحول الى بيان رعب وابادة لمقدرة شرائية تختنق وقدرة تنافسية تحتضر. وأوضحت أنه في بيان "الرعب" طالب صندوق النقد الدولي في انتظار اجراء المراجعة لتسريح القسط الخامس من القرض بتسريع وتيرة ارتفاع الاسعار من خلال اقرار زيادات شهرية ورفع أسعار الكهرباء كما طالب بضرورة رفع سعر الفائدة المديرية للبنك المركزي في اجراء استباقي للتحكم في "انزلاقات محتملة للتضخم خلال الاشهر المقبلة" وذلك بالتوازي مع اصلاحاته الكبرى التي تقوم على تجميد الاجور في الوظيفة العمومية وتجميد الانتدابات لمزيد الضغط على كتلة الاجور وتقليص اعتمادات الدعم في الميزانية وتقليص تدخل الدولة في القطاعات ذات البعد الاجتماعي من تعليم وصحة ونقل في اطار سياسة تقشف لا تراعي البعد الاجتماعي وتقوم على المعايير المالية وتطال المؤسسات العمومية. واعتبرت في هذا الصدد أنه في ظل الانخراط "الاعمى" لحكومة الشاهد في المسار الاصلاحي للصندوق فان التحكم في التوازنات المالية عبر اليات ومقاربة صندوق النقد الدولي يمر حتما عبر سحق المقدرة الشرائية وتدمير منظومة الانتاج الوطنية في غياب أحزاب سياسية وطنية تحتكم للعقل الوطني النظيف من سموم نظريات اقتصادية ومالية صممت على مقاس الشركات العابرة للقارات. ولاحظت (المغرب) في ورقة بصفحتها الرابعة، أن ما يحول دون حل الازمة السياسية الراهنة اليوم هو تعارض مصالح الفاعلين السياسيين وتناقض أولوياتهم وتصوراتهم لما يكون عليه الامر في 2019 فمع كل ساعة ينكشف أن لكل طرف حسابته التي تحركه وتدفعه لفرض حل للازمة خاصة الرباعي .. رئيس الحكومة وحركة النهضة واتحاد الشغل ونداء تونس الذين تحول تناقضاتهم دون الوضول الى حل مبرزة أن المشهد اليوم أكثر من أي وقت مضى ضبابي مفتوح على الاف الاحتمالات كل واحدة منها تحمل معها البلاد في مسار مختلف عن الاخر وسيتفاقم الوضع أكثر خلال الشهر الجاري على الاقل قبل أن يتجه للهدوء النسبي مرة أخرى أو ربما لا، وفق ما ورد بالصحيفة. من جانبها، رأت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة الاختبار الحاسم الذي سيتعين على المنظمة الشغيلة التي كانت ولا تزال عنوان الوحدة الوطنية وقلعة النضال في أحلك الفترات وأعقد الاختبارات التاريخية، أن تكون على الموعد وتسحب البساط أمام المراهنين على جر البلاد الى الخراب مشيرة الى أنه لا شك اليوم أن تونس مقبلة على مواعيد كبرى تستحق الرهان لاعادة احياء الامل في النفوس والاستجابة للتطلعات والاحلام الكبرى للتونسيين والتي ارتبطت بثورة الحرية والعدالة والكرامة في أنبل وأشمل معانيها وأهدافها قبل أن نراها تتضاءل وتتراجع. وأكدت في هذا السياق أن لكل أزمة حل مهما استفحلت والحكمة ضالة المؤمن ومصير تونس لا يقبل المقامرة مشددة على ضرورة تذكر دروس حشاد اليوم وكل يوم، حسب ما جاء بالصحيفة.