نالني شرف حضور احتفالات سفارة المملكة العربية السعودية بتونس بعيدها الوطني و قد تجلت علامات النخوة والإعتزاز بهذه الذكرى على وجوه سعادة السفير ومعاونيه و الجالية السعودية المقيمة لدينا، فكنت ترى من خلال ذلك هيبة الدولة وحبّ الانتماء إليها و التعلق برموز الوطن. و في الكلمة الترحيبية للسفير تعبير عن السعودي الأصيل المتشبث بتاريخه المجيد و برموز وطنه و بافتخاره بالانجازات المسابقة للزمن و بالتطور المتسارع للمجتمع السعودي في كل ميادين الحياة و بأن الأمم لا تستقيم إلا متى اعتزت بماضيها و مجدت رجالاتها. ومنذ مدة ووسائل الإعلام المحلية هناك بالإضافة إلى صفحات التواصل الاجتماعي تتحدث عن فعاليات هذه الاحتفالات التي تكاد تكون عفوية وصادرة من الأعماق اعتبارا لما يشعر به المواطن السعودي من تعلق بهذا الحدث واعتزازه به اعترافا بالجميل للمتعاقبين على أهم المحطات البارزة في البناء والتشييد لوطنهم. والذي يشد الانتباه هو مشاركة أغلب الدول الخليجية السعوديين عيدهم فكانت الأعلام السعودية تعلو المباني و الساحات العامة و هذا من شأنه إبراز الدور الريادي للمملكة في تلك المنطقة والتضامن الخليجي في أبهى مظاهره و هو ما نفتقره في منطقتنا بالمغرب العربي حيث تقتصر التهاني على النطاق الرسمي دون إحساس الطبقات الشعبية في البلد المجاور بالمناسبة المحتفى بها فهل يتعض قادتنا بالعلاقات المتميزة بين الدول الخليجية؟ أما نحن فقد تمر أحيانا بعض الأعياد الوطنية عندنا دون إعارتها أي اهتمام من العديد من الذين تناسوا ماضيهم وفقدوا حبّ الانتماء إلى هذا الوطن الذي استشهد من أجله الكثير وهذه الأرض الطيبة التي تنتظر منا مزيدا من البذل والتضحية لإعلاء شأنها بين الأمم. فحبذا لو تشكل لجان على المستوى التربوي لإعادة صياغة برامج من شأنها العمل على تحسيس النشء لاستخلاص العبر من هذه المناسبات الوطنية التي ماهي إلا محطات هامة في تاريخ الشعوب للمضي قدما نحو التطور و تحسين مرافق الحياة وليس التعثر والعودة إلى الوراء وتراجع مؤشرات التنمية وفقدان مقومات جودة الحياة... فلنعر هذه الأحداث الأهمية التي تليق بها، فكيف ننتظر حاضرا مشرقا دون الاعتراف بماض مجيد ؟ فهنيئا لإخواننا السعوديين بعيدهم الوطني وهنيئا لهم كذلك بالمكانة التي تحتلها المملكة على النطاقين الإقليمي والدولي بفضل جهودها التوفيقية بين دول منطقة القرن الإفريقي وانخراطها الموفق في الحرب على الإرهاب وداعميه... وحري بنا أن نعمل على دعم العلاقات التونسية السعودية وأتمنى على مستعملي صفحات التواصل الاجتماعي الكف عن الحملات المشبوهة والمغرضة والتي لا تخدم إلا مصلحة أعداءنا، أعداء العروبة والإسلام، بل تثمين الجهود والمبادرات لتقوية التعاون بين بلدينا ونحن في أشد الحاجة إلى مزيد من الدعم والمساندة من الأشقاء والأصدقاء لتجاوز الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها بلادنا.