اعتبر البعض ان استقالة مستشار رئيس الجمهورية سليم العزابي من مهمته امرا مفاجئا .قد يكون الامر كذلك لمن لا يدرك طبيعة ما يحصل ويتصور كون الخلافات داخل البيت الندائي محصورة في شخصيتي حافظ قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد بل ان ما يحصل ووفق ما أشرنا سابقا أعقد من هذا بكثير لان وضع هذا الخلاف تحت "يافطة" الشاهد - حافظ لا يعني انه محصور هنا بل تجاوزه فما يحصل هو حالة تذمر قصوى لم تستثنى منها مؤسسة الرئاسة وهي محسوبة على نداء تونس فكل المستشارين وهم فريق رئيس الجمهورية هم ندائيون بالتالي فالأزمة في البحيرة تكاد تكون نفسها في قرطاج حاليا أي ان هناك حالة غضب بسبب ما وصل اليه الحزب الذي يفترض انه يحكم وانه يمسك بالرئاسات الثلاث أي رئاسة الجمهورية رغم ان من يتولى هذا المنصب يستقيل من حزبه وايضا رئاسة مجلس نواب الشعب ثم رئاسة الحكومة. من هنا يمكن أن ننزل استقالة سليم العزابي في اطارها وايضا في هذا السياق أي الخلافات الندائية الندائية . لكن السؤال هنا : هل ان رئيس الجمهورية انحاز الى طرف دون آخر؟ ما نقوله لم يعد سرا وهو ان هناك رغبة في ازاحة الشاهد لولا المعارضة القوية من النهضة التي تمسكت بدعمه تحت عنوان الحفاظ على الاستقرار الحكومي بالتالي السياسي لكن مع هذا السبب هناك آخر وهو ان النهضة ذاتها بدأت تتذمر من سياسات حافظ قائد السبسي وترى الطرف الآخر اكثر اتزانا للتعامل معه. ضمن هذا جاء اللقاء الذي جمع بين رئيس الجمهورية ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي امس والذي وفق ما وصلنا لم يكن ناجحا ولم يؤدي لحل الخلاف بل هناك من علق عليه بقوله انه أزمه أكثر وان هناك رغبة في تغيير حكومي مازالت النهضة ترى انه غير ضروري . من هنا فان المؤشرات تؤكد كون الازمة الندائية الصرفة وهو ما يعنينا هنا انتقلت حدتها الى مؤسسة الرئاسة ما يعني ان استقالة سليم العزابي قد لا تكون الاخيرة ضمن فريق غاضب وغير راض عن الوضع في حزبه . هنا نعود للبيان الذي صدر يوم امس عن نداء تونس والذي مثل خطأ اتصاليا على الاقل حيث انه جاء وكأنه بيان عن رئاسة الجمهورية وتحدث باسمها وهذا البيان ستكون له تبعات نظنها قريبة. محمد عبد المؤمن