انا الان ابكي...ومنذ الصباح ودموعي لم تتوقف...وسامحوني إن انا ازعجتكم بهذا التصرف...انني ابكي على بيتي ..وذكرياتي...وجزء من عمري ..وقطعة من قلبي وتجربتي ومعاناتي التي احترقت ...حتى وكانني وجدت نفسي تائها في صحراء لا حياة فيها ابكي على الجريدة العريقة ..العظيمة..العملاقة ..التي ارتبطت بها وجدانيا...واحتضنتني...وعلمتني...واعطتني شهادة في المهنية...وانارت لي الدرب..ووجهتني صحفيا وثقافيا ...فاحسنت تعليمي وتوجيهي..انها جريدة "النهار" البحر ...والنهر...والعراقة...والرقي...والصوت الهادر بهدوء في لبنان العزيز..و"بحبك يا لبنان" اليوم هذه السيدة الماجدة العظيمة التي اسمها "النهار" بل هذه الام الرؤوم ...تعلن انها ستودع الحياة...فلقد عجزت عن الاستمرار...ولم تعد تقوى على الخسائر...فلا توزيع...ولا اشهار...ولاقراء...انه عصر افول الصحافة الورقية... انني ابكي...ابكي على بيتي في لبنان ...وابكي على ضياع عمري...وابكي على ما كان في حياتي صرحا فهوى...فارجو المعذرة ان انا ازعجتكم بخواطر شخصية جدا..