لا غرابة في عدم توقع معهد الرصد الجوي للامطار الطوفانية التي هطلت اخيرا على ولاية نابل، اذ يبدو ان جل اجهزتها مسخرة لفائدة السياسيين حتى يستشعروا و يستشرفوا اتجاهات الريح إن كانت «شرش» أو «شلوق» أو«براني»...ليحددوا اثرها توجهاتهم السياسية وتموقعاتهم المستقبلية. وبطبيعة الحال فإن من يملك المال أكثر يملك بالضرورة أحدث الرادارات والتجهيزات التي تجعله يستبق الاخرين و يكون من اول الراكبين على الموجة الجديدة التي يحلم الغالبية بان يمتطوا ظهرها لتوصلهم لما يبتغون من سلطة و مجد و جاه. السيد سليم الرياحي صاحب حزب "توة" و بمناسبة انعقاد المجلس الوطني الاستثنائي لحزبه يوم السبت 13 اكتوبر الجاري بسوسة، أعلن عن سحب دعمه لحكومة يوسف الشاهد وخروجه من الكتلة الائتلافية «الإنقلابية» على حد توصيفه من أجل الانخراط في مشروع مستقبلي كبير لخوض الانتخابات القادمة في 2019. ما أتوقعه في قادم الايام هو مضي مجموعة أخرى من النواب الفقراء من الذين لا يملكون رادارات او يعولون على ما ترصده رادارات الاغنياء المتطورة، في نفس توجه السيد سليم الرياحي حتى لا يجدوا انفسهم في تسلل واضح وخصوصا مع انباء تتحدث عن مراجعة وشيكة لحركة النهضة لموقفها من الحكومة الحالية أملته ظروف وضغوط داخلية و خارجية وازنة وقوية، علما وأن حركة النهضة قد قرأت حسابا لامكانية تراجعها عن دعم الحكومة الحالية عبر الشروط التي طرحتها على رئيس الحكومة ليشكل صمته أو رفضه لها ذريعة لها للتراجع مع حفظ ماء الوجه. أخشى ما أخشاه في الاخير أن لا يتمكن معهد الرصد الجوي من توقع امطار او عواصف مستقبلية وأن لا يضطلع بأدواره على الوجه المطلوب , نتيجة عدم امكانية استغلال تجهيزاته الموضوعة للاسف على ذمة بعض السياسيين الذين ابتلانا بهم رب العالمين. وكل عام وسياحتنا الحزبية والبرلمانية بألف خير. * ناشط سياسي مستقل