مرة أخرى تسعى قوى الشر وزرع الفتنة إلى محاولة زعزعة الاستقرار ببلداننا العربية تطبيقا للمخططات الصهيونية ومن والاها، وما قضية مقتل المرحوم الصحفي الخاشقجي إلا أكبر دليل على ذلك حيث ذهب جل المحللين إلى أن الاستقرار الذي تمر به المملكة السعودية والنمو المطرد لاقتصادها وتبوأها مكانة مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي دفع بأعداء العروبة و الإسلام إلى رسم خطط لإيقاف هذا النمو المتسارع والمتصاعد والمنعكس ايجابيا على المجتمع السعودي ولإحباط برامجها الإستراتجية التي نجحت قيادتها في رسمها حيث جعلوا منها قوة ضاربة في المنطقة العربية، وهذا طبعا لا يروق للصهيونية العالمية ولا لإيران التي تسعى جاهدة للتمدد في المنطقة العربية ولكن تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن حيث كان الإجماع عربيا و إسلاميا و دوليا لدعم المملكة وشد أزرّها والمناداة بعدم التدخل في شؤون الغير والنأي بالنفس عن هذه المسائل، خاصة وأن قضية الصحفي المذكور هي شأن سعودي داخلي بدأت معالجته قضائيا وعدليا فقد تعالت أصوات مندّدة بهذه الحادثة قابلتها ردود أفعال من الشارع السعودي مستنكرة و رافضة لمواقف أصحابها المعادية لبحبوحة العيش التي يتمتع بها المواطن السعودي في بلد هادئ لم يتعود بمثل الحوادث، فقد ازداد اصطفاف الطبقات الشعبية بقيادتهم وتوحدت وسائل الإعلام لكشف ملابسات هذه القضية و إبراز الحقائق التي تأتي تباعا من التحقيق المجرى في هذا الشأن. فقد ألفنا سعي القوى المناوئة للعروبة و الإسلام لبث البلبة عن طريق هذه الخطط التي عادة ما يكون ضحاياها أصحاب الرأي و المدافعين عن الكلمة الحرة. فعلينا جميعا بالتيقظ و الوقوف إلى جانب السعودية وكل بلد عربي يخطط له و يستهدف في حريته و لنكن صفا واحدا لصد أطماع المتربصين بنا ليفسحوا المجال لأعدائنا بالانفراد بنا والتغلغل داخلنا بعد شق صفوفنا تحقيقا لمآربهم التوسعية والتسلطية ثم الهيمنة على مقدراتنا الاقتصادية و استنزاف مواردنا الطبيعية المختلفة التي علينا بالمحافظة عليها والاستقواء بها على أعدائنا. فالدور آت علينا جميعا إذا لم نحافظ على عمقنا العربي الاستراتيجي و ما دمنا غير مبالين بتشرذمنا وبعدم التصدي لأبواق دعاة الفتنة و التفرقة مع ضرورة الاعتماد على اقتصاد متحرر و حث على استثمارات متنوعة المصادر و فتح مجلات للشراكة في الميدان الاقتصادي و مد جسور التواصل بين مختلف الدول.