نحبه ونفخر به وننتسب إليه، إنسانا ونبيا، راعيا وتاجرا، قائدا ومقاتلا.. وهو هدية السماء للبشرية لا لأمته. وهو ظلم ابتداء من أتباعه الجهلة الذين لم يعرفوه ولم يعرفوا البشرية به. لم يكن أستاذ اقتصاد إلا أنه قدم قيما للاقتصاد تحتاجها البشرية اليوم. فمفهوم القرض والإقراض لم يكن لتلبية الشره المادي المسعور، بل لمواجهة الفقر والتضامن مع الضعفاء وتحقيق العدالة الاجتماعية. "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له" هل توجد نظرية أنزلت الفقراء هذه المنزلة؟ فأنت لا تمن على الفقير بفتات مالك وإنما يمن عليك الله بقبول قرضك الذي ستجني أضعافه. فالله هو الفقير الذي تقرضه وهو المريض الذي تزوره "ولو زرته لوجدتني عنده". تستحق ذكرى المولد النبوي الشريف انفعالا بحب صاحبها، وتتطلب إعمالا للعقل، فلا تعارض بين الحمية للنبي في وجه من يمارسون عنصريتهم الفظة بحق أتباعه، وبين التعرف على النبي وتعرف الناس به. فالابتهاج في المناسبة يليق به صوت أم كلثوم بكلمات شوقي "أبا الزهراء قد جازوت قدري بمدحك بيد أن لي انتسابا" ويليق به شعر الفيتوري: يا سيدي عليك افضل السلام من امة مضاعة خاسرة البضاعة تقذفها حضارة الخراب والظلام اليك كل عام لعلها تجد الشفاعة