و الله لن تنفعكم السلطة و لا الكراسي و لن يشفع لكم موالاتكم لقوى خارجية مهما كان حجمها و قوتها و لن يضمن ديمومة حركتكم سوى قرارات تاريخية قد حان وقت اتخاذها في اتجاه تحييد الدين عن التجاذبات السياسية و انتم المدركون قبل غيركم ان السياسة لا علاقة لها لا من قريب او من بعيد بما تضمنه قراننا العظيم و سنة نبينا و شفيعنا يوم الدين من احكام و ثوابت و تعاليم تتمسك بها الغالبية الساحقة للشعب التونسي المسلم . يبدو لي احيانا انكم لا تعرفون تونس و لا تدركون عقلية و ميولات شعبها عبر تاريخها العريق و الحافل بالملاحم و الانجازات و الدليل انكم اصبحتم جماعة متقوقعة منغلقة على نفسها تتعرض للهجمات المعنوية و السياسية من كل حدب و صوب . الا يتسائل المرء في هكذا احوال عن سبب عداء الاخرين له ! الا يشك و لو قليلا في نفسه و يحاول ان يراجع قناعاته و توجهاته و افكاره ام ان النهضاوي مالك للحقيقة المطلقة التي لا تقبل اي نقد او تشكيك ! لم اكن لاخاطبكم اصلا لو لم يتعلق مصير الوطن ماضيا و حاضرا و مستقبلا بمدى تواضعكم و قدرتكم على التطور و الاندماج الكامل في صفوف الشعب التونسي الذي و نظرا لما راكمه من تجارب و مصاعب و ماسي لا ينتظر دروسا او مواعظ بل برامج عملية ترتقي بقدرته الشرائية و باوضاعه المعيشية بصفة عامة طال انتظارها دون جدوى منذ سنين . تاكدوا في الاخير ان الاسلام السياسي لا مستقبل له ليس في تونس فقط بل في كافة ارجاء العالم لسبب بسيط انه يعادي السياسة و الدين في نفس الوقت و الاوان و تاكدوا كذلك انه لا يمكن لكم بصيغتكم و مرجعياتكم الحالية ان تحكموا التونسيات و التونسيين . يا جماعة النهضة انصحكم و النصيحة من الدين : "القفوا رواحكم خير ...و اخطاكم من الغرور و التعالي لان تونس ارض ينكسرعلى اسوارها الطغاة و الجبارين " . ناشط سياسي مستقل