ملفات ووثائق حساسة و خطيرة, اتهامات بالانقلاب و بتنظيمات سرية, شكاوى قضائية ,سب و شتم و تهديد ووعيد ... ما يحدث اليوم في الساحة السياسية قد تجاوز كل التنبؤات و الخطوط الحمراء و اصبحت المعركة بكل وضوح معركة كسر عظام و استهداف وجودي مباشر ما بين الاحزاب المؤثرة في البلاد , و لن يزيد اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية و التشريعية القادمة الامر سوى تعقيدا و تشنجا نرجو الا يتسبب في سقوط الوطن في هوة سحيقة يصعب الخروج منها في يوم من الايام . وضع سياسي عام القى بظلاله على الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية المتدهورة بطبعها في ظل غياب وحدة وطنية حقيقية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار و قرار . حقيقة لا يرتجى اي خير او اضافة من طبقة حاكمة تشقها الصراعات و يخيم عليها و حولها شتى انواع التهم و الشبهات ,و يبدو انه لازال الكثير من الملفات لم يكشف عنها بعد في انتظار الوقت المناسب للاجهاز على الخصم و لو على حساب الشعب والوطن . لم يبقى امام التونسيات و التونسيين الشرفاء و الاوفياء سوى خيارين لتدارك الامر, فاما النزول بقوة في مسيرات سلمية و قانونية من اجل المطالبة بانتخابات رئاسية و تشريعية سابقة لاوانها ,و اما التهيء منذ الان للاقبال بكثافة على الانتخابات القادمة مع ضمان حسن الاختيارخصوصا بعد نكسات و احباطات الاختيارات السابقة التي لم تحقق اي انجازات تذكر في المجالين الاقتصادي و الاجتماعي على وجه الخصوص سوى مزيد من التداين و العجز التجاري و تدهور قيمة الدينار و تردي المقدرة الشرائية للغالبية الساحقة من المواطنات و المواطنين . لقد حان الوقت ان ينتهي "سرك" السياسيين في مثل هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد لانه بالفعل اصبح "شيء يعمل العار" رائحته تزكم الانوف .