خطفت الملايين من المواطنين المصريين الذين تقاطروا على صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية الأضواء من المعتصمين في ميدان التحرير، فيما رجحت مصادر مقرّبة من الاخوان إمكانية حصول الاسلاميين بمختلف عناوينهم السياسية على نحو 40٪ من مقاعد البرلمان المقبل. ومثّل الإقبال الجماهيري الكبير على صناديق الاقتراع مفاجأة كبرى لكافة المراقبين والمتابعين للشأن المصري وأيضا للمعتصمين في ميدان التحرير خاصة أن التقاطر المليوني على الانتخابات كان بمثابة «الصفعة القوية» لهم، حيث أثبتت الطوابير الطويلة المصطفّة في انتظار الادلاء بالصوت الانتخابي «هوة» ساحقة بين مطالب المعتصمين في التحرير والمزاج الشعبي الساعي الى الانتقال الديمقراطي الآمن بحضور الجيش وإشراف المجلس العسكري. «حزب النكبة» وأفرز الحراك الشعبي الانتخابي ما أسماه المعتصمون في التحرير «حزب النكبة» في إشارة الى الغالبية الصامتة التي لم تشارك في المظاهرات ولا في الاعتصامات إلا أنها تحرّكت بقوة عند أول استحقاق سياسي مصري. ويبدو أن التشكيلات السياسية المرابطة في الميدان لن تقف موقف المتفرّج السلبي من الانتخابات التشريعية إذ سرعان ما استبقت إعلان نتائجه الأولية بالتأكيد أنها في حلّ من كل اعتراف والتزام بما سيفرزه صندوق الاقتراع سواء كان نتائج أو أحزابا فائزة أو مجلس نواب مقبلا. واعتبر عدد من المعتصمين أن الانتخابات ليست سوى ديكور وقناع سياسي يحاول العسكري من خلاله التمدد واحتواء الحياة السياسية برمتها. وعلى الرغم من مقاطعتهم للانتخابات إلا أن المشاركة الجماهيرية في الاقتراع الذي أغلق أمس أبواب المرحلة الأولى منه تؤكد أن الشرعية السياسية باتت في يد غير أيادي المرابطين في التحرير. وأظهرت الصور الملتقطة من الميدان تقلّصا كبيرا في عدد المتظاهرين فيما أوضحت الصور الملتقطة في الجانب الآخر إقبالا منقطع النظير على الانتخابات. وعلى الرغم من عدم توفّر إحصائيات أولية عن عدد الناخبين إلا أن الرصد الاعلامي والرقابي أكد أن تعدادهم تجاوز الملايين. وهو ما علّق عليه المكلف بتشكيلة الحكومة الجديدة كمال الجنزوري بالقول إنه ينحني لهذا الشعب فالطوابير امتدّت لمسافة كيلومتر. الاسلاميون قادمون وفي سياق «جدال إعلان الانتصار» قبل صدور النتائج قال ممدوح اسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة السلفي وأحد المترشحين في الانتخابات إن التيار الاسلامي سيحصل على 40٪ من المقاعد في المرحلة الأولى من الانتخابات فقط. وأشار الى أن حديث البعض عن تفتيت الأصوات بسبب كثافة التصويت وخروج «الغالبية الصامتة» فأعتقد أنها ستصبّ في صالح التيار الاسلامي وليس ضدّه. واعتبر أن حديث البعض من السياسيين عن خروج الغالبية الصامتة عن صمتها السياسي وإقبالها على الانتخابات خشية على مصير مصر من سيطرة الاسلاميين فهذا مجرد أحلام في أذهان مردّديها. بدوره، رأى منسّق التحالف الديمقراطي والخبير في مركز الدراسات بالأهرام الدكتور وحيد عبد المجيد ان التيار الاسلامي بشقيه السلفي والاخواني سيحصل على نسبة متقدمة مقارنة بغيره ولكنه لن يكون الأول ولن يمثل الأغلبية مؤكدا أنه لم يعد هناك أي مجال لاستخدام فزّاعة الاسلاميين لتخويف الناس منهم. وأضاف أن التوقعات تشير الى حصول الاسلاميين على نتائج كبيرة إلا أنه يعتبر أنهم لن يتحصّلوا على الغالبية بأي حال من الأحوال.