أثار الداعية الإسلامي خالد الجندي موجة من الجدل، والرفض، والسخرية في مصر، بعدما قال في برنامجه التلفزيوني "إن الأعضاء التناسلية سوف تختفي، ولن يكون هناك ممارسات جنسية في الجنة". ويشكل الحديث عن نكاح الحوريات في الدار الآخرة، جزءاً مهما من خطاب الجماعات المتشددة والجهاديين، فضلا عن أن ما طرحه الداعية يخالف ما هو معروف عند أغلب عامة المسلمين. ويقول بعض دعاة الحركات الدينية المتطرفة إن أقل رجل من أهل الجنة سوف يحصل على آلاف النساء الفائقات الجمال في الآخرة، ما بين زوجاته (اللاتي كن معه في الدنيا)، وحور عين، ووصيفات لتلك الحوريات، ويباح له مضاجعة كل واحدة منهن لمدة 40 عاماً في المرة الواحدة، دون أن يمل هو منها أو تنفر هي منه. ويتناول هذا الخطاب الديني في أحيان كثيرة بعض تفاصيل العلاقات الحميمة في الآخرة، ويصف جمال نساء الجنة وبعض أجزاء أجسادهن وصفاً تفصيلياً، وهو ما يعد عامل جذب مؤثر لشباب تلك الحركات، الذين يدفع بعضهم روحه في عمليات إرهابية ثمناً للفوز بتلك الحوريات، ويجد البعض في هذه الأحاديث التي تحكى بأسلوب تشويقي، متنفساً للكبت الجنسي الذي تخلفه حالة الفصل الصارمة بين الرجال والنساء.
"لا نكاح"
ويقول الجندي في برنامجه "لعلهم يفقهون" على قناة dmc الفضائية المصرية: "في الآخرة، عندما نموت، لا أعضاء تناسلية، لا أدوات التناكح المعروفة، يعني الأدوات التناسلية انتهت وظيفتها الدنيوية، وتحولت إلى شكل آخر ، وأي حديث سوف ترونه أو آية (قرآنية)، يقصد بها التقريب والتمثيل وليس المطابقة". ودعم الداعية وجهة نظره بأن كل شيء سوف يخضع للتعديل، وقال موجهاً حديثه للمشاهد: "أنت رضيت أنه سوف يحدث تعديل في الأرض، وتعديل في الوقت، وفي النوم، والشرب، والتعب (...) قبلت هذه التعديلات، ولا تعلم أنه سوف يحدث تعديل في مناطق اللذة عند الإنسان؟!" وأشار إلى أن "اللذة وضعها الله في فص بالمخ، ويمكن أن يحول هذه اللذة إلى العين، أو كف اليد"، وتساءل "هل يجب ان تكون نفس مناطق اللذة المعروفة عند الإنسان؟ طبعا ، الناس الذين لا يستطيعون أن يستوعبوا هذا، لن يفهموا ما أقوله". ويرى منير أديب الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي "أن الجماعات والتنظيمات الدينية تستخدم هذا الخطاب في إغراء أغلب أعضائها"، ويقول ل"النهار" إن البشر يستمتعون بالجنس بطريقتين، إما بممارسته، أو بالاستماع إلى قصص عنه. وهذا ما يحدث في تلك التنظيمات". وأضاف أديب: "صورة المرأة في ذهنية تلك الجماعات يسيطر عليها الكبت الجنسي، ومن ثم فهم يفرغون هذا الكبت في أن يقولوا لشبابهم، إنكم لن تتعاملوا مع النساء الآن، ولكنكم سوف تنالوهن في الدار الآخرة، ولن تكون امرأة واحدة، ولكن الكثير من الحوريات". "هذه فكرة يستخدمونها لإغراء من يعدونه للموت في سبيل أفكارهم، بوعد أنه حين يموت سوف يدخل الجنة ويستمتع بالحور العين"، يقول الخبير في شؤون التنظيمات الإسلامية، "إنهم يعتقدون أن أكثر شيء يغري الرجال في الجنة، ليس الأكل أو الشرب، ولكن العلاقة الحميمة مع الحور العين، لذلك لا تجد أنهم يتحدثون عن امرأة واحدة ينالها الرجل، ولكن يؤكدون أنه سوف يحظى بالعديد من الحوريات، وهم يوظفون بعض الأحاديث النبوية التي قد تكون ضعيفة" وأثارت تصريحات الجندي ردود فعل متباينة ما بين مؤيد ورافض لها وساخر منها. وبينما تناول بعض المصريين طرح الداعية الإسلامي بقدر من الدهشة، هاجمه بعضهم. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من التدوينات