بمناسبة الاحتفال براس السنة الجديدة تم في الايام الاخيرة افتتاح اكبر مسجد واكبر كنيسة في منطقة الشرق الاوسط(بالطبع غير الحرمين الشريفين في مكة والمدينة ) وقد رحب بهذين الانجازين الدينيين الجميع من القادة الدينيين( شيخ الازهر وبابا الاقباط وبابا الفاتيكان) والقادة السياسيين من مختلف بلدان العلم'امريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها وانجاز هذين المعلمين( المسجد والكنيسة) تم بسرعة قياسية وهو يندرج ضمن تكريس روح المواطنة بين مكوني الشعب المصري (مسلمين واقباطا) الذين ظلا عبر تاريخهما المديد يعيشان في مصر في امن وسلام باستثناء بعض الحوادث غيرالمسؤولة والتي لايمكن ان يتحمل مسؤوليتها الدينان الاسلامي والمسيحي ولايمكن ان يتحمل مسؤوليتها رموز الدينين البارزين من العلماء شيوخ الازهر ورجال الكنيسة القبطية فقد ظلت عرى الاخوة الوطنية قوية متينة بين الطرفين وظل الاحترام المتبادل بينهما هو السائد في مختلف فترات تاريخ مصر القديم والمعاصر ومعا جنبا الى جنب ساهم المسلمون والاقباط في كل مافيه الخير والازدهار والاستقرارلمصر هذه المعاني هي التي عبر عنها كل من بابا الكنيسة القبطية وفضيلة شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب الذي اكد في هذه المناسبة ان حماية كنائس النصاري يدخل ضمن واجبات المسلم بصريح الاية الكريم'(ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لهدمت كنائس وبيع...)ومضى شيخ الازهر قائلا ولاعبرة بفتاوى صيغت في سياق تاريخي يستند عليها البعض للقول بمنع تشييد الكنائس في دار الاسلام وقد ساند شيخ الازهر في هذا الموقف المستنير المعبر عن المنصوص والمفهوم من روح الاسلام كبار شيوخ الازهر وهم مع الشيخ الازهر في هذا الموقف انما يسيرون على النهج الرشيد الذي سار عليه سلف الامة الصالح في التعامل مع اهل الكتاب وبالخصوص المسيحيين والاقباط من اهل مصر الذين اوصى بهم وبمصروباهل مصر خيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا النهج القويم الرشيد سارولاة المسلمين بداية من عمرو بن العاص الذي اعطى اقباط مصر عهودا لم ينقضها من جاؤوا بعده فلم يعتد على كنائسهم واديرتهم الا في حالات شاذة والشاذ يحفظ ولايقاس عليه انه الوفاء الصادق لروح الاسلام دين الرحمة بالناس كافة الرحمة المتمثلة في رسول الرحمة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام الذي بلغ عن ربه ماانزل عليه في كتابه العزيز'(لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم) ومن صميم البر بالمسيحيين الاقباط ان تشيد لهم كنيسة كبرى تليق بثقلهم البشري(فتعدادهم يزيد على العشرة ملايين) وهم سكان اصليون في مصر وجدهم الفاتحون المسلمون ولم يكرهوهم على الدخول في الاسلام ولم يهجروهم كما فعل بالمسلمين في الاندلس لما سقطت الدولة الاسلامية ان الاقباط مواطنون شرفاء ويستحقون هذه المعاملة السمحة وهذه المواقف الرائدة والمستنيرة من الشيوخ العلماء والذين يمثلهم احسن تمثيل شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب الذي ما انفك من خلال مواقفه الشجاعة والمستنيرة يقدم الصورة الحقيقية للاسلام العظيم الجميل فتحية خالصة لهذا الشيخ الفذ في هذا الزمان الذي اختلط فيه الحابل بالنابل