لقد جربنا كل أنواع المظاهرات والاضرابات والاعتصامات في كل الشوارع والساحات والمدن ...وهتفت أصواتنا بشعارات الديمقراطية والحرية...وشتمنا وفضحنا الفاسدين والسراق والكاذبين والمنافقين...واحتج المتحضرون بالحناجر والهمجيون بالخناجر وعبر المثقفون بالسطور ورد المجرمون بالساطور...وصرخنا وكررنا بصوت واحد من ملايين الحناجر...الشعب يريد ويريد ويريد ويريد ثم يريد... واذا الشعب يوما اراد كل شيء فلا بد أن تستجيب الحكومة ولكن هذه حكومة وليست مصباح علاء الدين السحري ................... وصراخنا أكبر من أصواتنا وبعض طموحاتنا أبعد من الواقع وأقرب الى الخرافة أحيانا عندما نطالب الحكومة باصلاح وحل كل مشاكلنا( الآن وفورا)! (ونطلب منها عصا سحرية لتحقيق العدل ورفع الظلم وملء الجيوب بالفلوس( اليوم والآن وكم مليونا من العمال يريدون تعديل أجورهم وكم مليونا من الموظفين والمظلومين يطالبون بالزيادات والترقيات والمنح والترسيم؟ كل هؤلاء يريدون كل شيء ( الآن وفورا). سيقول البعض أننا معذورون لأننا صبرنا وانتظرنا كثيرا وأنفقنا العمر القصير في الصبر والامل والأنتظار (وفقدنا وافتقدنا العدل والحرية والطعام والنظام والديموقراطية ونريد كل ذلك( الآن وحالا .................... ولكن ذلك هو المستحيل.. فتحقيق العدل يحتاج الي وقت ورفع الظلم يحتاج الي وقت وتعديل الأجور ودفع المنح والامتيازات وتوفير الشغل يحتاج الي فلوس.. والفلوس عدوها الإضراب والاعتصام في الشوارع والساحات وغلق المعامل وشل التجارة والاقتصاد مليارات الدينارات ضاعت علينا بسبب تبذير وقت العمل وتخويف المستثمرين واتهام الذين يعملون بالخيانة وانتهاز فرصة الفوضى للسرقة والنهب والتخريب والحرق فتتراكم الخسائر ويزيد عدد العاطلين ويهرب المستثمرون وتتزايد المطالب ويتفاقم العجز .................. التظاهر احتجاج شرعي والاعتصام وسيلة ضغط وتعبير ديموقراطية ولكن هناك أخلاقيات وقواعد تنظم وتؤطر ذلك وتحمي سمعة وصورة الثورة المشرفة من التشويه والتشويش ومن الأنانية والانتهازية والمؤامرات وافضل وانجع حماية للثورة هو العمل ومضاعفة الجهد وفتح المعامل وتشغيل الناس لنساعد الدولة على تحقيق مطالبنا والاستجابة لطموحاتنا وحماية البلاد من الانهيار والسفينة من الغرق بمن فيها غلق المصانع وتعجيز الدولة وشل الاقتصاد ليست حلولا بل مشاكل فكيف نريد لكل مشكل حل ثم نخلق لكل حل مشكل ؟؟ الصراحة راحة صرح رئيس الشؤون الانسانية لمنظمة الصحة العالمية للجزيرة انه يعمل في المنظمة منذ 25 سنة و لم يشاهد مد تضامني كالذي يعيشه في تونس. مرة أخرى تونس تقدم للعالم دروسا. سجل يا تاريخ ان تونس تحمل على كتفيها أكثر من 100 ألف لاجئ ولا تئن ولا تقول لضيوفها تعبت ويهب شعبها الكريم السخي نحو المستغيثين والمنكوبين المستنجدين بنا ليتقاسم مهم غذاءه ودواءه وغطاءه الهلال الاحمر التونسي اعلن اليوم أنه أغلق قبول المساعدات لان ما قدم من التونسيين أكثر مما طلب.سجل يا تاريخ ان هذا الشعب العظيم لا يستحق ديكتاتورا بل هو جدير بافضل ديموقراطية وارقى حرية "لذلك ينادوننا "فخامة الشعب التونسي. المطربون المصريون قرروا المساهمة في تسجيل لحظاتهم التاريخية في اغان ثورية معبرة عن هذه الروح الوطنية المتجددة التي بثتها الثورة في القلوب والضمائر وقد قرروا ان لا يربحوا اي مليم من تلك الاغاني وان يصرفوا عليها من جيوبهم ويتبرعوا بمداخيلها لاهداف وطنية وانسانية ورغم ان بعضهم خذل شعبه مثل عمرو ذياب وثامر حسني فان اخرين كانوا في مستوى اللحظة التاريخية اما المطربون التوانسة فقد اشتكى لي بعضهم من ابتزاز بعض الشعراء والملحنين للثورة من خلال فرض اسعار مشطة على كلماتهم مستغلين تهافت المطربين على شراء اشعار الثورة وقد رفع الشعراء اسعار كلماتهم وقالوا انها اسعار ثورية لا تنازل عنها وهي مواقف تعبر عن تخاذل وخيانة للثورة فقد ضحى كثيرون بدمائهم بينما يستخسر البعض على الثورة دنانير حقيرة.