"زمن بن علي، كتب صحفي يساري مقالا عن مرض قرطاج (سندروم قرطاج) عرضه إلى محاولة اغتيال فاشلة على يد ابن علي وزبانيته. خلاصة المقال، أن من دخل قصر قرطاج أصيب بهذا المرض والذي له عرض وحيد: التمسك بالكرسي حد الموت بكل السبل غير الأخلاقية. مرض قضى على بورقيبة وابن علي، وها هو يصيب الباجي، وسيخرجه من التنافس على لقب أب الديمقراطية التونسية؛ لأن التونسيين منحوا لقب أب الديمقراطية لأحمد المستيري (المثال)، فإذا معاوية (الباجي) ينافسه عليه. وقد ظن به الناس خيرا وهو يعلن حرصه على إجراء انتخابات 2011 و2014 و2019.. لم يكن حرصه إلا كحرص معاوية على استخلاص السلطة من كل العرب المسلمين لقريش ولبني أمية من قريش ولمعاوية ونسله من كل بني أمية. معاوية الجديد له يزيده، وللصدفة التاريخية حافظ يعيش من تجارة الخمر، كما عاش يزيد ثملا يصلي بالمسلمين ويقول في سجوده: اشرب واسقني، مع حفظ فارق بسيط: كان يزيد شاعرا يمكنه أن يقول "أراك طروبا والها كالمتيم.. تطوف بأكناف السّجاف المخيم"، بينما يتقن حافظ (يزيد الجديد) سب الجلالة في الاجتماعات الحزبية.. ولكل من أبيه نصيب."