معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي أبو عبد الرحمان، أسلم هو وأبوه يوم فتح مكة وشهد حنينا، وكان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه، وكان أحد الكتاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، روى له عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مائة حديث وثلاثة وستون حديثا، روى الطبراني عن عبد الملك بن عمير قال: قال معاوية «مازلت أطمع في الخلافة منذ قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «يا معاوية إذا ملكت فأحسن»، هو مؤسس الدولة الأموية، أول خليفة أموي (661680) وأحد دهاة العرب الأربعة: عمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد ابن أبيه، ومعاوية، كان يضرب بحلمه المثل اشترك مع أخيه يزيد، وكان واليا على الشام، خلفه معاوية زمن عمر بن الخطاب، وأقره عثمان في منصبه، أظهر كفاءة إدارية ممتازة، واستمال إليه أهل ولايته، وظفر بطاعة الجند وولائهم خرج على علي بن أبي طالب، وحاربه في موقعه صفين (657) التي انتهت باتفاق الطرفين على التحكيم، مما أضعف مركز علي، وأوقع الانقسام في صفوف أتباعه، فلما فشل التحكيم استأنفا القتال، استولى معاوية على مصر كما أغار على العراق. وفي سنة 659، اتخذ لقب خليفة في بيت المقدس، أخذ لنفسه البيعة من أهل الشام أعد على حملة كبيرة لمناجزته، ولكنه اغتيل، نزل الحسن بن علي لمعاوية عن الخلافة، فأصبح معاوية أول خليفة أموي سنة 661، اتخذ معاوية دمشق عاصمة له، ونجح في توحيد الدولة، بما أظهره من حنكة سياسية، تفادى شر المنازعات القبلية، بارتفاعه بنفسه فوق الأحزاب، وبمصاهرته قبيلة كلب العربية الجنوبية، عرف معاوية أقدار الرجال وطرق استمالتهم إليه، فاستعان بعدد من أكفأ رجالات العرب مثل عمرو بن العاص والي مصر، وزياد بن أبيه والي البصرة، والمغيرة بن شعبة والي الكوفة، ينسب إليه انشاء ديوان البريد، وديوان الخاتم، واتخاذ مقصورة في الجامع، توسعت الدولة في زمنه، شرقا في خراسان وما وراء النهر، وفي شمال افريقيا، وحمل معاوية لواء الجهاد ضد الروم، فأخذت جيوشه تغير عليهم برا وبحرا، وعرفت الحملات البرية عليهم بالصوائف، لأنها كانت توجه كل صيف، حاول معاوية فتح القسطنطينية، فجهز حملة لفتحها، لكن الحملة ارتدت لمناعة أسوار المدينة، ولاستخدام أهلها النار الإغريقية، استشهد خلال حصارها أبو أيوب الأنصاري الذي دفن قرب سورها، واستخلف معاوية ابنه يزيد، وأخذ له البيعة قبل وفاته، وهو أول من عهد بالخلافة لابنه، وأول من عهد بها في صحته، ثم إنه كتب إلى مروان بالمدينة أن يأخذ البيعة فخطب مروان فقال: «إن أمير المؤمنين رأى أن يستخلف عليكم ولده يزيد سنة أبي بكر وعمر، فقام عبد الرحمان بن أبي بكر الصديق فقال: بل سنة كسرى وقيصر أن أبا بكر وعمر لم يجعلاها في أولادهما ولا في أحد من أهل بيتهما، ثم حج معاوية سنة إحدى وخمسين وأخذ البيعة لابنه... مات معاوية في شهر رجب سنة ستين، قيل عاش سبعا وسبعين سنة، ومات في أيام معاوية من الأعلام: صفوان بن أمية، وحفصة، وأم حبيبة، وصفية، وميمونة، وسودة، وجويرية، وعائشة، أمهات المؤمنين، ولبيد الشاعر، وعثمان بن طلحة الحجي، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن سلام الحبر، ومحمد بن مسلمة، وأبو موسى الأشعري، وزيد ابن ثابت، وأبو بكرة وكعب بن مالك والمغيرة بن شعبة وجرير البجلي، وأبو أيوب الأنصاري، وعمران بن حصين، وسعيد بن زيد، وأبو قتادة الأنصاري، وفضالة بن عبيد، وعبد الرحمان بن أبي بكر، وجبير بن مطعم، وأسامة بن زيد، وثوبان، وعمرو بن حزم، وحسان بن ثابت، وحكيم بن حزام، وسعد بن أبي وقاص، وأبو اليسر، وقثم بن العباس، وأخوه عبد الله، وعقبة بن عامر، وأبو هريرة سنة تسع وخمسين وكان يدعو اللهم إني أعوذ بك من رأس الستين وإمارة الصبيان فاستجيب له وخلائق آخرون رضي الله عنهم، «انظر الموسوعة العربية الميسرة وفهرست تاريخ الخلفاء أمراء المؤمنين القائمين بأمر الأمة لجلال الدين السيوطي).