…منذ قيام الثورة في تونس انتصب بعض السياسيين ومن يَرَوْن أنفسهم قادة فكر وسياسة واجتماع ليتحدثوا ليل نهار عن الإخوان المسلمين في تونس، وعن خططهم والمليارات التي تتدفق عليهم من قطر، ومن كنوز سليمان وهم يريدون بذلك أن يحذروا الناس منهم….إنهم يريدون بهذه المضغة أن ينفروا الناس في تونس من كل مسلم ومسلمة ومن كل إمام في مسجد... لهؤلاء أقول :إن تونس لم تعرف حركة «الإخوان المسلمين» في ديارها في عهد البايات وفي عهد الحماية وفي عهد بورقيبة وعهد بن علي ولم تدخلها من أي حد من حدودها البرية والبحرية والجوية، تونس دخلها الإسلام الذي نشره جامع الزيتونة... أقول هذا وأشهد على ذلك وأنا أخطو نحو التسعين، تونس عرفت في عهد الحماية جمعية الشبان المسلمين التي كان الشاعر الشابي من مؤسسيها، ولم تكن لهذه الجمعية أهداف أو خطط سياسية، وكان لها تاريخ وطني مطوي في صحف التاريخ…ولذلك أرجو من الذين يمضغون ليل نهار (مضغة الإخوان) أن يطرحوها ويريحونا ويريحوا ألسنتهم منها، ويتحرروا من هذا الإفلاس السياسي، ويمدوا أيديهم وعقولهم إلى البناء الذي يوّحد بين التونسيين والتونسيات ويصونهم ويظللهم ويحميهم من رياح وعواصف السياسة الملعونة... …ما قولكم؟ أنا أشهد على ما شاهدت وأشاهد وأسأل وأحب أن أفهم...