لا أظن أن الإخوة في ليبيا يوافقون على أقوال سيف الإسلام التي تهجم فيها على العرب.. وعلى الأمة العربية.. والجامعة العربية.. وهي أقوال لا تصدر عادة عن سياسي.. ومسؤول عن دولة.. إنها أقوال لا يقولها إلا واحد من عامة الناس ويكون في حالة غضب.. ولا يدلي بها إلا في جلسة ضيّقة ثم سرعان ما يعتذر عنها لأن العرب أكبر وأعظم من أن يقع عليهم الاعتداء بأي صورة من الصور.. وسوف لا ننتظر من سيف الإسلام أن يعتذر للعرب.. والأمة.. ولكننا ننتظر من الشعب الليبي أن يقوم معه بالواجب فيندم.. ويتأسف.. ويتمنى لو أنه لم يرتكب هذه الحماقة.. لقد شتم العرب وقال لهم «طز فيكم».. (هكذا).. وكأنه هو لا ينتمني الى العرب.. وكأن ليبيا ليست قطرا عربيا.. ولم يكتف بذلك بل هددهم بأنهم لن يشتغلوا في ليبيا.. وأن ليبيا ستستعين بالعمالة الاسيوية.. ولن تسمح في المستقبل للعمال العرب بالعمل على أراضيها.. لقد أظهر سيف الإسلام وجها عنصريا غريبا عن ليبيا فنافس الزعيم العنصري الفرنسي جان ماري لوبان في كراهيته للعرب وحقده التاريخي الأسود عليهم!!! وعندما كنت أستمع الى سيف الإسلام لم أصدّق أذنيّ.. فهل إلى هذه الدرجة وصل به الحقد على العرب!!؟ لقد كان يتكلّم وهو في حالة من الغضب والهيجان وانفلات للأعصاب فيا ليته لم يتكلّم.. ويا ليته التزم الصمت.. وهل هكذا يساعد ليبيا على الخروج مما هي فيه.. إن ليبيا تحتاج الآن وأكثر من أي وقت مضى الى التفكير بهدوء وعمق وواقعية.. والرصانة.. واستخدام العقل.. والتروي.. والحكمة.. ولا تحتاج الى المزيد من الصخب.. والهيجان.. والخطب الحماسية التي تتهجم على العرب وتشتمهم.. وتهددهم.. وترهبهم.. ثم أليس الشعب الليبي الشقيق جزءا من هؤلاء العرب الذين استفزهم سيف الإسلام وتحداهم واستخفّ بهم..؟ إن أسلوب «طزّ» هذا عرفناه سابقا في الشقيقة ليبيا عندما كان القذافي يقول ويعيد ويكرر.. «طز في أمريكا».. وقد استخدم هذا الأسلوب عدة سنوات ثم ماذا كانت النتيجة؟ لقد تخلّى عن هذا الأسلوب ونفّذ كل ما طلبته منه أمريكا.. وبدّد مليارات الشعب الليبي في الأسلحة التي فككها الخبراء الأمريكان ونقلوها الى أمريكا هكذا بكل بساطة ثم أصبح لا يتكلم عن أمريكا إلا بكل خير.. وامتدح أوباما ونوّه بسلفه كلينتون.. ومثلما أدّت «طز في أمريكا» إلى نتائج وخيمة وأضرّت بالشعب الليبي فإن «طز في العرب» أيضا ستؤدي إلى نتائج سيئة ولن تخدم مصالح لييبا.. وحبذا لو يتوقف سيف الاسلام عن الكلام الغاضب.. والمتسرّع.. وغير المدروس.. والذي يصدر وكأنه قنابل حارقة.. ولا يواصل تصريحاته وخطبه الغاضبة والمتشنجة التي لن تزيد إلا في تعفين الأوضاع وتسخين الأجواء.. وتأجيج العواصف.. وإشعال المزيد من الحرائق في ليبيا الشقيقة.. ليبيا تحتاج في وضعها الراهن إلى العقل.. ولا شيء غير العقل.. وأما الزبد فيذهب جفاء..